كل القادة من دعاة التغيير, ومتزعمي حركات الإصلاح والتجديد, هم رموز تمثل قيماً, ومبادئ يجسدونها واقعاً؛ يحرك الناس نحو الغاية المنشودة..!
وعندما يتحول هذا التجسيد لقيم التقدم, والتغيير, والتجديد صرحاً جامداً يمثل الخلود في قمة الهرم, حتى لو كان هرما لحركة تجديدية, ورأسا لأحزاب معارضة يفقد قيمته, ومعناه الحقيقي؛ بل ويغدو نموذجا للقول بعكس الفعل..!
وقد شنع الله جل وعلا على من يقول مالا يفعل بقوله سبحانه:
" كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " !!
خرج زعماء, وقادة, ورموز المعارضة على الرئيس السابق مشنعين عليه تشبثه بكرسي الزعامة لأكثر من ثلاثة عقود, وهم أنفسهم ماكثون على مقاعد قيادة أحزابهم لذات المدة!!
السلطة والمعارضة ثنائي الحكم, ووجها عملته, والذي بصلاحهما يصلح الحكم, وبفسادهما يفسد.!
التغيير الذي عملنا على إحداثه في السلطة لابد من قيام مثله في نطاق الأحزاب..!
يجب على قادة المعارضة "الشيوخ" أن يرحلوا عن كراسي الزعامة في أحزابهم, ويفسحوا المجال للطاقات الشابة, ويجددوا دماء أحزابهم!
التغيير المنشود ليس حكرا على السلطة؛ بل هو شامل لكافة التكتلات التي تعترك على السلطة, بمنظومات متهالكة, وقيادات هرمة!
عمد كبراء أكبر الأحزاب في بلادنا لبث ثقافة تقديس الرموز كيلا تأتي ساعة التحرر التي يقول لهم فيها كوادرهم ": نريد ديمقراطية وتداولا للزعامة, وتغييرا للقيادات, وتجديدا في هيكل القيادة.. فارحلوا..!
إن أول علامة على صدق هذه الزعامات المتقدمة لركب التغيير, والمطالبة بتحسين نظم الدولة, هي مبادرتها لفعل ذلك في نطاق أحزابها!
إنهم يمثلون الوجه الآخر لسيرة الزمن البائد البئيس, ويجب أن يلقوا بصولجان النضال لفرسان جدد, شباب متوقد, مبدع, يحيا زمانه بعقلية مختلفة, وذهنية فتية, وأحلام طموحة, وسعي دؤوب..!
وإن كانوا لا يثقون بقدرة كوادرهم الشابة _ التي صنعوها _ على القيادة فهذا برهان آخر على فشلهم..!
يجب أن يدركوا بأن دورهم قد اختلف, وأن موقع القيادة لم يعد يليق بهم, وهذه هي سنة الحياة, والتي بتعطلها تعاق الحياة, أو تشوه, أو تجمد..!
أخيرا:
هذه كلمة حق تتلجلج في صدور الكوادر, ولا يجرؤون على الصدع بها!
وإن وجدت ثمة حياة في القيادات البالية؛ فعليهم الانصياع لها قبل أن تستحيل لثورات داخلية تصدع بنيانهم القديم!
نبيلة الوليدي
اتركوا صولجان الزعامة..!! 1340