وجدتني أدندنها باكية على غرار "الأوبريت العربي" بعد أن تكررت مسألة الإضراب بين مكاتب محافظة تعز, من المالية إلى البريد ثم التربية قبل فترة ليست بالطويلة وانتهاءً بمكتب الخدمة المدنية الذي لا زال يتمسك بحق الإضراب حتى يتم الاستجابة لمطالبه المتمثلة في استحقاقات مالية شأنه في ذلك شأن كل المكاتب التي مارست هذا الحق وحصلت في نهاية المطاف على كل مطالبها, والسؤال, يُضرب الجميع عن العمل وقد يصل معدل الراتب الشهري لأحدهم مائة وخمسين ألف ريال أو يزيد خاصة في مكاتب الدولة الإيرادية.
طيب ماذا عن العاملين في مكاتب خدمية وقد يبذلون جهوداً تفوق تلك المبذولة لدى الآخرين؟! وباختصار لماذا لا تتخذ الحكومة إجراءات حادة عبر قرارات نافذة يتساوى فيها موظفو الدولة جميعهم في معدل الراتب باعتماد المستوى التعليمي؟َ! هل تصل نسبة الفوضى والتداخل في القوانين والمهام الوظيفية إلى الحد الذي يأكل فيه البعض بكلتا يديه ويعجز آخرون حتى عن النظر إليه؟!
إنه استفزاز سافر لإنسانية الموظف اليمني وكأن لسان حال هذه الحكومة يقول: "اللي ممعوش ما يلزموش"!.. فهل يعاني هؤلاء من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ولا نعانيه نحن أصحاب المكاتب الخدمية؟! هل من العدل أن يصل راتب موظف حكومي إلى أربعمائة ألف ريال وآخر لا يتجاوز راتبه الأربعين ألف ريال وكلاهما يحمل نفس المستوى التعليمي؟.. ثم ما هو نوع الخدمات الراقية وما حجم الجهود المبذولة لتلك المكاتب؟! يعني بالبلدي الفصيح "أنتم تضحكوا على من؟".. يا جماعة نحن لسنا صغاراً إلى هذا الحد الذي تعتقدون معه أننا نصدق أن ما يحدث هو إجراءات إدارية, إنه الظلم بشحمه ولحمه.. طيب إذا كان الأمر كذلك لماذا لا يعلن كل مكتب حكومي لموظفيه ميزانيته الخاصة بالاستحقاقات المالية لكل موظف؟!.. فإذا كان "عيال البطة السوداء" يحصلون على حافز يعادل رواتبنا, اجعلونا "عيال البطة السوداء" وامنحونا استحقاقاتنا في طبيعة العمل والمكافآت والعلاوات وغيرها من بنود مضافة على رواتبنا الأساسية, لماذا الغموض والتكتم؟!
وما السر الذي يمكن إخفاؤه في هذا البلد ولو لعشر دقائق كاملة؟!..
لسنا بحاجة لخطاب تهديد أو ترغيب, لا تثير عواطفنا دموع أصحاب القرار ولا يخيفنا رذاذ ألسنتهم المتطاير في خطابات مبتكرة تؤذي مشاعر صغارنا ولم يعرفوا من الحياة شيئاً بعد.. نحن بحاجة إلى قرارات تحقق العدالة بين المواطنين, فالحكومة أم والأم لا تنافق أبنائها ولا تحابيهم. مات حلم الحصول على منزل, ثم مات حلم الحصول على سيارة, فهل من العدل أن يموت حلم الوصول على راتب محترم؟!!!
ألطاف الأهدل
إضراب وراء إضراب حتى يموت حلمنا! 1332