في اليمن سنصحو يوما لندفع الضريبة باهظة جراء رضانا بتسليم الدولة لمن صاروا اليوم معاول هدمها من أولئك الذين ارتضيناهم حكاما اعترافا منا بشراكتهم وتقديرا منا لما لحقهم من ظلم وإقصاء وتهميش، غير مدركين أنهم كانوا راضين بالذي طالهم فهم من أصر على وحدة اندماجية دون مقدمات تضمن توحيد المؤسسات حتى لا يمارس في حقهم إقصاء أو تهميش..
اندفاعهم هذا لم يكن حبا بالوحدة ولكنه الهروب من الانهيار الاقتصادي جراء سقوط المنظومة الشيوعية حينها، مع أن الشماليين كانوا يريدونها فيدرالية لتنتهي بوحدة اندماجية لضمان توحيد المؤسسات ولما لم تتوحد المؤسسات وجد الإقصاء والتهميش.. أما الجانب الآخر من رضاهم بما طالهم فيتمثل بقبولهم بوحدة لم يطالبوا قبلها بإعادة أملاكهم التي أممت أيام الحزب، ليدخلوا الوحدة بمشاكلهم التي تحملها الشعب اليمني بأكمله وارتضي الشماليون أن يعانوا الأمرين بغية تأليف قلوب الجنوبيين على الوحدة.
هؤلاء الذين ارتضيناهم اليوم حكاما ظنا منا أنهم رجال دولة ها هم اليوم يمارسون فسادا سيثبت للأجيال أن اليمن لم يشهد له مثيلاً، علاوة على تفريطهم بسيادة الدولة ومصادرتهم لمؤسساتها، واستنزافهم لمقدراتها الاقتصادية.. نعم سنصحو يوما وقد سقطنا اقتصاديا ونحن نرى أولئك يلملمون أمتعتهم للهروب باتجاه الجنوب بغية إعلان دولة، حينها سنصحو ناقمين عليهم ونادمين على رفعنا لهم فوق مكانتهم اللائقة بهم.. لكن حينها لن ينفع الندم.. لأننا قبلنا بالمعادلة المقلوبة التي قدمت لنا بصيغتها التالية: 5 ملايين أكبر من 20 مليونا..
نجيب أحمد المظفر
سنصحو لكن ناقمين ونادمين..!! 1538