بأي حال عدت يا عيد ؟
سؤال يتداوله الكثير من الناس في ظل هذه الظروف الصعبة لكننا لم نجد له إجابة !! عدت ياعيد وما تزال قضية المتهمين بقتل الأبرياء معلقة في محكمة الاستئناف !! عُدت إلينا والأحزان أحزان وأمي ماتزال تُحيك ثوبي المتمزق من شظايا رصاصة طائشة أطلقها مسلحون مجهولون على متن دراجة نارية !! لسنا بحاجة إلى عيد والوطن ينزف بالدم وعمران اليمن مكبلة بقيود الحوثيين الذين يتمتعون بالحرية في معسكرات الدولة..
لسنا بحاجة إلى عيد ونحن بلا تيار كهربائي وبلا مشتقات نفطية نبحث فقط عن أغصان القات ولا نستطيع أن نبحث عن الدولة الحديثة التي أسماها الثوار هكذا في ساحاتهم !!
عيدنا ما يزال مدفوناً" تحت أطباق الثرى حتى تتحقق أولاً" دولة النظام والقانون والمساواة..
سيفرح في هذا العيد الذين تلذذوا بالصيام فقط وعادوا إلى ربهم ليزدادوا به أماناً وتقرباًإليه أما القتلة والمستبدون فعيدهم النار وحياتهم كحياة الشياطين في الأرض..
عذراً يا عيد..إن الابتسامة المشرقة من شفتيّ قابلة للتزييف مادام أبي تحت التراب وأمي يحاكيها الجوع والبلد مبتور الساق .. كنت أتمنى أن يكون للعيد لسان علّه يقف على مشارف بلادي ويعلن التوقف حتى إشعار آخر, فنحن لسنا سعداء في البلد السعيد..
سنكون بخير إذا سكت أزيز الرصاص ومات المرجفون وترملت السياسة ورحلت الحزبية إلى ما لانهاية هكذا باعتقاد الجميع سيكون عيدنا الحقيقي..
نكتفي بهذا القدر أيها العيد لتكتبنا في صفحاتك من المأسورين فنحن من صنعنا حروباً بأيدينا ولا نستطيع إيقافها .. لنا الشرف يا عيد أن تقول لنا فقط كل عام وأنتم بخير ومن العائدين.
خليف بجاش الخليدي
العيد في زنزانة اليمن السعيد 1489