نعيش في ظل ثورة سياسية وحقوقية كبيرة لكنها في ميزان الحق لا تتعدى أن تكون فقاعة تاريخية كبيرة تكاد تنفجر بمن تحمل من رموز سياسية.
لهذه الثورة السياسية في جميع أنحاء العالم تبعات اجتماعية واقتصادية كبيرة منها حجم البطالة الوظيفية الذي تعانيه مكاتب ودوائر ومؤسسات حكومية لم تستطع تأطير خدماتها بشيء من المنطقية وبعض من أسس الإدارة الناجحة.
في اليمن مثلا كدولة من الدول ذات الثورات السياسية المتعاقبة يحدث خلل واضح بين معطيات واحتياجات واقعية وخطط يضعها الساسة وقف آلية تصور مختلفة تماماً عن هذا الواقع بما فيه من إمكانات مادية أو بشرية. شخصيا عشت فصل البطالة أثناء العام ألأول من تعييني في وظيفة حكومية أحببتها كثيراً لكني لم استسلم لذلك الفراغ القاتل الذي كاد يقضي على ما تبقى لدى من أمل. وبدأت أبحث عن آلية جديدة لتطوير العمل الخاص بالإدارة التي أبدو أكثر كوادرها قلقاً من هذا السكون الذي تضج به جنباتها.. وفعلاً وجدت الطريق لتطوير وتنشيط هذه الإدارة برعاية سخية من مديري الذي لم يأل جهداً لتشجيعي وإتاحة الفرصة أمامي لممارسة مهامي بحرية كاملة. وها أنا أبدد ما تبقى من ذلك الخمول وتلك البطالة بشحذ همة الفريق الذي أنا عضو منه لتصبح إدارتي بذلك النشاط واليقظة التي تحسدها عليه إدارات أخرى لم يستطع كادرها كسر الحاجز وتخطي الحدود. في البداية سيكون الأمر صعباً وقد يشعر البعض أنه مستحيل لكن بكثير من العزيمة والجرأة والبحث عن علاقات مهنية واجتماعية جديدة يمكن أن نجد الحل.
وهناك قاعدة لا بد أن يستوعبها كل موظف في أي مكتب أو دائرة أو مرفق حكومي وهي أن كل إدارة من إداراتها لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع دوائر أو مكاتب حكومية أو غير حكومية أخرى، ومن هنا يمكن إنشاء قاعدة معلوماتية، بيانية، عريضة يمكن من خلالها إعداد برامج تدريبية من شأنها تأهيل كوادر تلك الإدارات مجتمعة وتطوير مستوى الأداء الخدمي فيها وتنشيط أقسامها المختلفة وإشهار وجودها ضمن الهيكلية العامة لذلك المكتب أو الدائرة ليس صعباً أن نجد عملاً ما يقدمك لمدرائك كموظف متميز ومجتهد فقط أبحث عن مخرج ديناميكي لحالة البطالة والركود التي تعيشها إدارتك وقدم أفكارك بشكل مكتوب ومنسق عبر مشاريع مجدولة أو مصفوفات واضحة وكن صاحب مبادرة وقدرة على التواصل ومهارة في بناء علاقات مبنية على الانجاز بروح الفريق. وإذا استطعت أن تفعل ذلك سيكون لديك وظيفة رائعة لم تكن لتكتشف روعتها لولا اكتشافك لجوهرها الوظيفي وقبل هذا جوهرك الإنساني وكن صاحب قرار وابحث عن ذاتك في وظيفتك.
ألطاف الأهدل
وظيفة ولا أورع! 1277