الجرعة التي اتخذت وبمعنى آخر الكارثة التي حلت بالشعب اليمني أثناء احتفالاته بعيد الفطر المبارك كل القوى المشاركة بحكومة الوفاق الوطني مشاركة فيها مشاركة فعالة وعلى رأس المشاركين الأخ رئيس الجمهورية ووزير ماليته، وحزب المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك مجتمعة، ومن يقول غير ذلك من هؤلاء جميعاً فإنه يستخف بعقول الجماهير ولا يحترم نفسه، وبهذا فالجميع مشارك في المصيبة، والجميع متواجد في الضرر وغير ذي أثر في بناء الدولة، والضحية المواطن، كون هذه الجرعة تفرض على الشعب ومليارات الدولارات تحرق على مرأى ومسمع هذه الحكومة والدولة المشلولة، وذلك عبر تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء والتقطعات لناقلات المشتقات النفطية والاضطرابات الأمنية والقتل العبثي، وإهدار مقدرات الدولة من واردات الضرائب والزكوات، وغيرها، وخروج محافظات بكاملها عن سيطرة الدولة، ولم نلمس للدولة والحكومة أي وجود يذكر في كل المحافظات سوى عبر هذه الجرعة المفروضة على المواطن البسيط، وأكاد اجزم انه في ظل هذا التوجه المتصالح مع كل ما هو فاسد فإن الوضع سيزداد سواءً والحالة الاقتصادية ستزداد انهياراً، وما تبقى من قيم المجتمع ستنهار وستصبح في ذمة الله نظرا لما ستتركه هذه الجرعة المسمومة من اثر عميق في أوساط المجتمع، مع اعتقادي أن كبار الفاسدين والمهربين لن يتضرروا منها أبداً، وربما أن الدولة قد ضمنت لهم التعويض العادل لما كانوا يحصلون عليه قبل هذه الجرعة عبر وسائلهم التخريبية، حتى لا يعارضوا على إمضائها، والمفسدين أخوة، والخاسر الأول والأخير هم الشرفاء من أبناء هذا الوطن فقط، وعلى رأسهم السواد الأعظم من بسطاء هذا الشعب المنكوب، ومن أصدق ما قرأت ما قاله الأخ النائب البرلماني شوقي القاضي الذي قال في مطلعه:" لله، ولليمن، وللتاريخ أشهد بأن جميع القوى السياسية ـ بلا استثناء ـ موافقة على رفع الدعم عن المشتقات النفطية"..
نسأل الله أن يجبرنا في مصيبتنا ويبدلنا عن هذه القيادة والأحزاب خيراً منها.. ولا يكلنا إليهم طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر، فقد غلبت على الجميع الشعارات وانعدم الضمير..
اللهم هيئ لهذا الشعب من أمره مخرجاً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
محمد مقبل الحميري
الجرعة القاتلة والقوى السياسية الظالمة 1228