تُرى هل تمر الأيام على الإنسان في هذه الحياة, أم هو يمر عليها؟؛ تأخذ بعضه, أم هو يأخذ بعضها؟, تضيف له, أم هو يضيف لها؟, ترسم له خاتمته, أم هو يرسم خاتمة بعضها؟!.
الإجابات على هكذا أسئلة هل هي واقعية, أم فلسفية؟؛ صدقاً أم... لا يهم..
فثمة معيار أساسي هو مضمون قوله "صلى الله عليه وسلم" كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"..
والفارق حقاً هو: كم ستضيف لرصيد حسناتك في بنك الحب عند الرب جل وعلا, وفي قلوب الناس, وفي بنك الآخرة؟.
والخلل ربما يكمن في ظن البعض أن هذا الرصيد لا ينميه سوى العبادات اللازمة كصلاة, وصوم وو إلخ.. وهذا يحدث نتيجة لتنامي وتضخم الذات في الشخصية واتساع وتفشي ثقافة إشباع الحاجات الخاصة واللهث وراء المتعة..
فكل من يستمتع بعمل ما, أو يستسهله, نجده يغرق نفسه ويحرق وقته فيه, غير آبه بمدى نفعه وفاعليته أو حتى يحسب مدى ثقله في الميزان أو ينقب عن خلوص النية فيه لله تعالى..
قد يعتقد من يعتنق هذا المبدأ بأن تبتله وانقطاعه للعبادة في مواسم العبادات وبجوف الخلوات, كافٍ لرفع رصيده عند الله وعند الناس, وسنجده يخرج من موسم عبادة كبيرة فرحاً مزهواً معجباً بصنيعه معتقداً بأنه قد عبأ رصيداً مضاعفاً لميزان إحسانه لنفسه ولربه.. فهل يمكنه حقاً قياس ذلك؟!.
توجد علامات كثيرة يدرك بها الإنسان مدى قبول ربه لعمله, ومن أعظمها صدقاً؛ ظهور أثرها على سلوكه في الحياة ومع الناس..
الحياة محك اختبار وليست مدينة ملاهي نختار منها اللعبة التي ترضي الذات المتضخمة فينا وتشبع غرورنا ومتعتنا فحسب.. هي ساحة امتحان لمدى فاعليتنا في بناء مجتمع الإنسانية, واجتهادنا لرفعة البشر لمقام الترقي والتسامي لبلوغ مدرج التماهي في خدمة الغايات الكبرى من صدق التعبد للرب جلّ وعلا بإعمار الأرض وتيسير خير البشرية ونشر وتعميم القيم السامية والمؤازرة الجمعية لمحاربة العدو الأزلي للإنسانية "إبليس الشياطين وأبالسة البشر"..
نبيلة الوليدي
إغراق وإحراق!! 1282