شعاع النور وآمل هذه الأمة قادمٌ من غزة الصمود.. هذه الأمة التي يراد لها أن تفقد الأمل وتعيش في ذلٍ وخنوع واستسلام لعدوها بل وتنبطح تماماً، وقد نجح أعداء امتنا في إيصال قيادات إلى سدة الحكم ولاؤها لأعداء الأمة وخاصة إسرائيل، وكل تصرفاتها يخجل العدو الغاصب أن يأتي بمثلها، دون وازع ديني أو قومي يردعهم ولا خوف من شعوبهم يثنيهم، اعتقاداً منهم أن هذه الشعوب قد ماتت وأنها لا تملك من أمرها شيئاً، وان بقاءهم في الحكم مرهون برضى إسرائيل عنهم، ومن هذا الاعتقاد والمنطلق فإنهم يبذلون جهوداً ومواقف مخزية فوق ما يطلب منهم، وما علم هؤلاء الخنافس المائعون أن هذه الأمة قد تضعف ولكنها لا تموت أبداً مهما بدا ذلك للجهال ولمن لم يقرأوا تاريخ هذه الأمة العظيمة المجاهدة التي عندما تصحو من غفوتها وتنهض من كبوتها فإنها تفعل المستحيل ويتحقق لها ما تريد.
بلغة الإمكانيات المادية وتكافؤ القوة يصل العقل البشري القاصر إلى القول: إن غزة لن تكلف على العدو الإسرائيلي سوى مسافة الطريق، وستستسلم في ظرف سويعات قليلة وليس أيام، خاصة أن إسرائيل قد هزمت الجيوش العربية مجتمعة في حرب خاطفة عام ٦٧م خلال أيام تعد بأصابع اليد الواحدة، في هذه الحرب سيطر الصهاينة على معظم الأرض الفلسطينية كونها لم تكن تحت سيطرتهم آنذاك ومنها القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية، إضافة إلى مساحات شاسعة من أراضي الدول العربية المحيطة بها كأرض سيناء كاملة حتى الضفة الشرقية لقناة السويس بمصر، والقنيطرة والجولان الحصين في سوريا وأجزاء من أراضي لبنان والأردن. ودمرت جيوش هذه الدول، ولم تخسر في هذه الحرب ربع ما خسرته في حربها مع المقاومة الجهادية في غزة في هذه الأيام.
إن صمود المقاومة الفلسطينية في غزة أسقط الوهم الذي زرعه الكيان الصهيوني في نفوس قادة العرب؛ أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر،، فكيف لو دعمت هذه المقاومة من العرب، وسلمت من أذى بعض القادة العرب وتآمرهم عليها، لقد أحرجت حماس ومعها الفصائل المقاومة كل الشعوب العربية، ومهما نعبر من كلمات الإعجاب والصمود الذي يسطروه, فإننا نشعر بالصغار والتقزم أمام أطفال غزة ونسائها فضلاً عن رجالها الصامدين، ومجاهديها الذين سطّروا و يسطرون أنصع صفحات البطولة والفداء نيابة عن الأمة كلها.
أيها الشرفاء من أبناء هذه الأمة: انظروا كيف هب الشرق والغرب للقضاء على ثورات الربيع العربي والتآمر عليها بكل الوسائل والإمكانيات لاستشعارهم بمخاطر يقظة هذا المارد الكبير الكامن في نفوس أبناء الأمة، وبأموال وأيادٍ عربية، ليقنعوا أُمتنا انه ليس بالإمكان افضل مما كان، بل وينبري العملاء- البائن عمالتهم والذين فضحتهم مواقفهم من فلسطين التي تعتبر قضيتها هي الترمومتر لقياس صدق توجه القادة والشعوب العربية- ينبري هؤلاء وسفهاؤهم مع كلابهم المسعورة ليقنعونا أن الربيع العربي صناعة يهودية أمريكية تستهدف الأمة وقادتها الأبطال، ومن هول إعلامهم المظَلِّلْ كان بعض المغفلين بين مصدق ومكذب حتى فضحت غزة هذا السخف والانحطاط وبين العدوان الصهيوني عليها من هم عملاء الصهاينة وأذناب الأمريكان وخونة الأمة .
اذا كان أعداء أُمتنا ومعهم أذنابهم من أبناء جلدتنا قد نالوا من ثورات ربيعنا العربي وخنقوا هذه الثورات مع أخطاء وقعت من قبل بعض المحسوبين على هذه الثورات ساعدتهم في مهمتهم، على أمل قتلها نهائياً، مؤملين أن أُمتنا ستعتذر عمَّا بدر منها في ثوراتها من شموخ والذي ظهرت به وانها ستعود إلى الخنوع طائعة للأوغاد, مستغفرة لذنبها الذي هو قمة النبل والكرامة والتحدي، وما علم هؤلاء أن هذا المارد قد تململ ولن يهدأ حتى ينفض غبار العار عن كاهله ويعيد للأمة إبائها وكرامتها المهدورة وصدارتها بين الأمم، بعز عزيز وبذل ذليل، ولن تزيده هذه الصدمات إلا تصميماً، وها هي البوادر من غزة وبيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فلا يأس ولا استكانة ولا استسلام, فالنصر قريب.. "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا" صدق الله العظيم.
عضو مجلس النواب/ عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
محمد مقبل الحميري
شعاع النور قادمٌ من غزة 1261