تحدثنا سابقاً عن ضرورة معرفة الانتماء العقدي خصوصاً لدى الشباب لكونهم الشريحة المستهدفة ومن منطلق ذلك تجدر الإشارة إلى ضرورة أيضاً التفريق ما بين جميع الانتماءات والانتماء العقدي ومن ذلك الانتماء الحزبي أو الانتماء السياسي أو المناطقي وغير ذلك.
أما بالنسبة للانتماء العقدي, فيعني الانتماء الديني, فكثير من الناس لا يعرفون انتماءاتهم الدينية, لذلك يكون هؤلاء اللقمة السائغة لأصحاب المشاريع والعقائد الفاسدة وكذلك قد يقعون في أيدي تجار الحروب والإرهاب أو ما نستطيع أن نسميه جماعات التطرف التي تخدم أجندات خاصة ومشاريع استهلاكية وغيرها.
ويكون ذلك بعمليات استقطاب حادة وبخطاب ممزوج لا يدرك عواقب تلك المشاريع, فيقع في هذه المصيدة أولئك السائبون الذين يجهلون حقيقة انتماءاتهم, فكان حريٌ بنا أن نتوجه إليهم بحديثنا بغية إيصال الحق لكل من نستطيع وبالوسائل الممكنة وعلى هذا فإن الإنسان حينما يتعبد الله يجب أن يكون تبعده على علم ودراية بمآل العبادات للرب سبحانه وتعالى وكذلك حينما يكون الشخص مدركاً للواقع من حوله يتأكد له من خلال ذلك عن الكم الهائل من المؤامرات التي تحاك في سبيل إخراج هذه الأمة عن سياق مسارها الصحيح وبنايتها النبوية التي أسسها محمد- صلى الله عليه وسلم- وشيدها أصحابه الطاهرون وأكدها بكتابه الكريم فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون خاطئة في مسارها مهما حاول المبطلون والمرجفون السعي وراء ذلك المشروع, لأن الحفظ الإلهي معها مهما تدحرجت شوكة الزمن واغبرت سماؤه إلا أنها تصل صافية لا يعتريها أي شيء.
وهي تتمثل اليوم بدعوة السنة أو دعوة أهل السنة أو السلف وكلها مسميات لتلك الدعوة العريضة منذ خلافة أبي بكر الصديق ووفاة النبي- صلى الله عليه وسلم- فهي؛ هي لم تتغير ولم تتبدل بعوامل الزمن أو مؤثراته ولم يتم التجديد فيها.
بينما لا يحق ولا يجوز لأي مخلوق أن يسعى للتجديد فيها, فهي توافق ما بين حديث وآية وأقوال صحابة أو فقهاء سطرهم التاريخ في أنصع صوره.
فأهل السنة- الذين نتحدث عن وجوب معرفة انتماءنا إليهم- لا يستطيعون جميعهم أن يحدثوا شيئاً في هذا الدين أو شعائر أو طقوساً, بل يضعون الأشياء في مواضعها التي أمر الله ورسوله أن توضع فيها.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
رسائل هامة للشباب5. 1043