ما أقدمت عليه عناصر من القاعدة بحضرموت من إعدام لـ 14 جندياً, كما نشر في وسائل الإعلام, هي جريمة قتل بشعة خارج القانون وبعيدة كل البعد عن الشريعة الإسلامية السمحاء البريئة من هؤلاء القتلة براءة الذئب من دم يوسف الصديق عليه السلام .
إن كل شرائع السماء وأنظمة الأرض وكل الأعراف الإنسانية تحرم قتل النفس البشرية إلا بجرم يستوجب القصاص وعبر قضاء عادل نزيه وبعد محاكمة عادلة, فبأي شرع وبأي دين يقتل هؤلاء؟!, ومن الذي أباح لهؤلاء القتلة دماء هؤلاء؟! وما هي الجريمة التي أرتكبها جنود بسطاء ينفذون توجيهات قادتهم ويحمون وطنهم؟!.
إن ما حدث بحضرموت من قتل للجنود بكل تلك الوحشية والهمجية هي جريمة غادرة وإرهابية ومحل إدانة واستنكار كل أبناء المجتمع اليمني وقواه الحية وفي مقدمة هذه القوى علماء اليمن الذين يستنكرون مثل هذه الجرائم والبشعة ويدينونها ويجرمونها في كل فعالياتهم وخطبهم ومقالاتهم وبياناتهم وتصريحاتهم ويطالبون بالكشف عمن يقوم وراء هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة وتنفيذ العقوبة الرادعة والجزاء العادل بحقهم وفي كل بيان يصدر عن علماء اليمن كان العلماء يؤكدون على "حرمة الاعتداء على المدنيين والعسكريين وحرمة إزهاق الأرواح ووجوب صيانة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والمحافظة عليها " لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» [رواه مسلم] وإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح، ومنع تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية وإنهاكها .
ولست أدري من الذي أباح لهذه العصابات التخريبية قتل جنود الجيش والأمن واستباحة دمائهم بذريعة حكم عليهم هؤلاء بالموت مع أنهم يؤدون واجبهم في إطار الشرع والدستور والقانون؟!.
• القاعدة لا تستهدف سوى الجندي البسيط
لماذا لم تصل القاعدة يوماً لمسؤول فاسد أو مجرم نهب أموال الشعب وما أكثرهم كثرة الهم على القلب ولكن جل همها وغاية أمرها أن تقتل عسكرياً مسكيناً بوحشية سكين أو تعدمه ببشاعة وتظن أنها انتصرت للإسلام ورفعت راية الحق والتوحيد وأعلت علم الجهاد وهي بذلك شوهت الدين وجنت على الإسلام ورفعت راية القتل والموت والخراب والمستفيد الوحيد منها هم أعداء اليمن ليس إلا. هل قد قتلت القاعدة أو مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة أمريكياً واحداً أو حتى أحد الكبار الذين جنوا على هذا الشعب وأذاقوه الويلات؟!, هل قد خطفت القاعدة أو مليشيات الحوثي مسؤولاً فاسداً أو وزيراً مجرماً وقتلته بسكين أو بسيف أو بمسدس؟!.
مع أننا ضد هذا الخطف والقتل وضد العنف وإراقة الدماء وإنما نقول هذا الكلام لتعرفوا أن هذه التنظيمات التي تعددت رؤوسها وتعددت الجهات التي تخترقها وتديرها عن توجه كل جهدها لاستهداف الجندي البسيط الذي يشقى ويتعب لكي يعيل أسرته ولكي يعيش أهله ويحمي وطنه .
عندما تدمر القاعدة أو مليشيات الحوثي أو أي جماعة مسلحة مؤسسة حكومية وتنهب بنكاً أو تحرق بريداً أو تفجر مجمعاً حكومياً, ما هي الخسارة التي تلحق بأعداء الدين والوطن من عمل كهذا, بالعكس هم يتفرجون علينا ويقولون: أنظروا كيف يفعل المسلمون ببلادهم؟!.
وحتى السلطة والمسؤول لا يتأثر بهذا العمل الهمجي التخريبي وإنما تتأثر مصالح الناس وتتكبد الميزانية العامة وخزانة الدولة الخسائر ولنفرض أن الخزانة أفلست هنا ستحمل الدولة المواطن أعباء جديدة وسيدفع الناس الذين يستلمون الرواتب الثمن وستموت مئات الآلاف من الأسر جوعاً, فهل هذا من الدين أو من الإسلام, أم أنه من تخطيط أعداء اليمن وأعداء الدين ومن تنفيذ أبناء جلدتنا الذين لا يفكرون ولو للحظات؟!.
منذ أسابيع نهبت مليشيات الحوثي للمركز الجراحي التخصصي بمحافظة عمران وكذا باصات الإسعاف التابعة للجمعية الطبية الخيرية, إضافة لمعدات ومستلزمات طبية حديثة تقدر قيمتها بأكثر من 150 مليون ريال يمني، مشيرة إلى أنه تم نهبها بالكامل.
أسألكم بالله: من سيتضرر من نهب مركز طبي خيري, هل هو اللواء علي محسن, أم الفقير الذي كان يعالج مجاناً؟!.
•سلوك خطير ينافي الدين والأخلاق
لقد أدان العلماء بهيئة علماء اليمن هذه الجرائم البشعة وأصدروا البيانات العديدة عن حرمة إراقة الدماء وخطورة القتل خارج القضاء والقانون ولكن لابد من حملة شاملة للتوعية بحرمة الدماء؛ حملة إعلامية مدروسة وهادفة يقوم بها كل علماء اليمن من مختلف الاتجاهات والتيارات.
إن إراقة الدماء والتهاون فيها سلوك خطير ينافي الدين والعرف والنظام والقانون والإنسانية والأخلاق البشرية ويجب على الجميع القيام بحملة توعية يتقدمها العلماء والدعاة ووسائل الإعلام لكي تحقن الدماء وتصان الأرواح البشرية.
•المتاجرة بدماء الجنود جريمة أكبر
تباً للقتلة وتباً لمن يتاجر بالدماء لكي يفلت من جرائمه ويصرف الأنظار عن خياناته ولكي يظهر نفسه بطلاً بمحاربة القاعدة وهو يدعمها سراً ويتواصل مع قادتها ليل نهار.
تباً لمن يريد أن يصور للناس وللعالم أنه بطل المعركة وأنه قائد مكافحة الإرهاب, ولو أنه يكافح الإرهاب فعلاً وباستراتيجية ناجحة ومدروسة, لانتهى الإرهاب من زمان ولكنه يتاجر بالإرهاب ويبقى في منصبه بسبب الإرهاب وينهب المليارات من الخزينة تحت ستار مكافحة الإرهاب وهو قائد الإرهاب ووزير العنف وتاجر الجريمة الأول..
ولا نامت أعين الجبناء وحفظ اللهُ أبناءَ اليمن من كل سوء ومكروه.
محمد مصطفى العمراني
جريمة بشعة لا يجوز السكوت عنها 1623