القتل المتكرر لأبناء القوات المسلحة وآخرها مقتل ١٤ عسكرياً يوم امس الأول بمحافظة حضرموت، هذا الأمر بحاجة إلى وقفة جادة من كل الشرفاء وعلى رأس الجميع الأخ رئيس الجمهورية والقيادات العسكرية العليا، مع تحقيقات مهنية يستعان بها من أعلى الخبرات وأنزههم، واذا تطلب الأمر الاستعانة بخبرات دولية والشفافية التامة فيها ومكاشفة الرأي العام بكل بصدق ووضوح ، ولا نكتفي ببيان يصدر عن وزارة الدفاع بعد كل جريمة؛ ترص فيه الكلمات والجُمل ويتم فيه التهديد والوعيد للمجرمين وانهم لن يفلتوا من العقاب، ثم تأتي جريمة أخرى تنسينا الأولى.
ونتساءل هنا: عن الجرائم السابقة والتي منها جريمة اكتساح مستشفى العرضي بقلب وزارة الدفاع وجريمة السيطرة على قيادة المنطقة الثانية بحضرموت وقتل العشرات من العسكريين, بالإضافة للجريمة النكراء التي قُتل فيها العسكريون في موقعهم بشبوة وفي أبين وغيرها، أليس من حق الرأي العام الاطلاع بشفافية عن نتائج هذه التحقيقات، بدلاً من الاكتفاء بنسبتها للقاعدة ويغلق الملف، ألم يتم إلقاء القبض على بعض منفذي جريمة الهجوم على مستشفى الدفاع، لماذا لم نشاهد محاكمة علنية، أو إيضاح عن أطرافها بما يشفي الصدور ويزيل الهواجس والتساؤلات؟..
حرامٌ استرخاص الدماء التي حرّمها الله ، والوقوف أمامها بلا مبالاة، فالجريمة أصبحت معتادة وكأنها سيف مسلط لا مفر منه ، وخاصة في محافظات معينة، مما يزرع في النفوس الريبة والشك..
نُقدِّر الحمل الثقيل الذي على كاهل الأخ الرئيس أعانه الله وتشعبات القضايا والأحداث التي يمر بها الوطن ويعانيها، ولكننا في نفس الوقت نناشده الاهتمام الشخصي بهذا الملف الخاص باستهداف القوات المسلحة، فهو الأجدر على وضع النقاط على الحروف، وهو محل الثقة لدى عامة الشعب، ولان ما يحدث للقوات المسلحة نذير شؤم وينبئ بما هو أسوأ اذا استمر الوضع على ما هو عليه.
رحمة الله على ضحايا الاعتداء الغادر شهداء الأمس وكل من سبقهم من المظلومين، ولعنة الله على كل من يعتدي على النفس الإنسانية ظلماً وعدواناً، وعلى كل من يخطط معه أو يتواطأ، أو يرضى بمثل هذه الجريمة التي تعتبر اكبر جريمة يرتكبها الإنسان على ظهر الأرض..
وصدق الحق سبحانه القائل" ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً".. بل أن الحق سبحانه حرّم قتل النفس الإنسانية بالمطلق بغض النظر عن دينها أو جنسها أو لونها, فقال عزّ من قائل" من قتل نفساً بغيرِ نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"..
*عضو مجلس النواب, عضو لجنة الحوار الوطني الشامل.
محمد مقبل الحميري
جريمة الاعتداء على العسكريين تتكرر بصورة ملفتة ومُحيِّرة 1340