قصتنا مع رئيس الجمهورية والسلطة الانتقالية تشبه قصة ظريفة لاثنين من صنعاء القديمة أحدهما أعمى والآخر مجنون؛ وجدا نفسيهما وجهاً لوجه في ليلة ظلماء ماطرة ولا أحد سواهما جوار الجامع المؤدي إلى سائلة يزمجر السيل في جنباتها.. جلس المجنون قائلاً للأعمى: اطلع فوق كتفي يا عم يحيى أخطيك من السيل.
استبشر الأعمى خيراً وركب فوق المجنون وهو يهمهم: شكراً لك يا ولدي؛ والله من غيرك كنت عد احنب حنبة الجن.. وإذا بالمجنون يقفز إلى وسط السيل والأعمى فوق كتفه ويجري بأقصى سرعة وسط السيل صائحاً بصوت أجش مرعب: مطلع مط.. ويهم راجعاً بأقصى سرعة وسط السيل أيضاً صائحاً : منزل مز.. صاح الأعمى.. استنجد: يا فلان، يا زعطان، يا فلتان.. ولا من مجيب في ليلة موحشة ومظلمة تزمجر فيها الرياح والأمطار والسيول.. وكلما صاح دون مجيب أمسك برأس المجنون وهو يحدث نفسه بحسرة : لييييييلة؟؟ جلس المجنون يدومه مطلع ومنزل حتى طلع الصباح وجفت السائلة؛ فرمى به وسطها شبه ميت!!
لييييييلة يا رئيسنا عبد ربه وصورتها من دون صباح؟؟؟
مصطفى راجح
الأعمى والمجنون والشعب والرئيس 1584