حكي أن طلاب كلية الهندسة بجامعة يمنية وأثناء تطبيقهم في منشأة خاصة كانوا قد اهتدوا لابتكار وسيلة تمكنهم من تصوير لما عجزوا عنه بكاميراتهم الشخصية المتواضعة.. هذه الوسيلة عبارة عن لعبة أطفال "طائرة" والتي أضافوا لها تحسينات مخترعة مكنتها من التحليق الجوي المنخفض ومن التقاط صور جوية للمنشأة الصناعية التي هي مدنية ومفتوحة وفوق ذلك ملكية خاصة كما ومنتجها غذائي سلمي لا صلة له مطلقاً بالإنتاج الحربي النووي كيما تحرسها عيون الأمن اليقظة خشية من تسرب أسرارها إلى الخارج.
المهم ما إن قام طلاب الهندسة بتجربتهم الناجحة حتى باغتتهم يقظة أمننا الباسل الذي لا تخفى عليه خافية؛ فكيف بطائرة أطفال صينية؟ فلأول مرة يسارع أمننا اليقظ إلى المكان ويبدأ باستجواب الطلاب في ملابسات حادثة مفاعل بوشهر اليمنية.
يقظة ذكرتني بعباس اليقظ الحساس في قصيدة رائعة للشاعر أحمد مطر، أو قولوا إنها أعادتني إلى سنوات نيفت العشر وتحديدا إلى مقيل جمعني بمسؤول في وزارة الثروة السمكية فرع عدن، وقتها كنت قد أصغيت سمعي لذينك المسؤول الذي كان حديثه منصبا في معونة قدمها اليابان وهي عبارة عن قاربي مزودين بأحدث التجهيزات التقنية وذلك مساهمة منه لمساعدة بلادنا ممثلة بوزارة الأسماك لمراقبة عملية الاصطياد في مياهنا الإقليمية.
فهذان القاربان اللذان ما إن شغلا حتى أوقفا بجريرة التهديد لأمن البلاد؛ إذ تم نزع كاميراتهما الخطرة.. كيف باتت كاميرا تصوير مراقبة لدائرة قطرها لا يتعدى الميل والاثنان أخطر بكثير من سفن الاصطياد العابثة الناهبة لثروة وطنية وقومية وغذائية واقتصادية وحياتية؟.
لا أعلم كيف تنبه أمننا لخطر القاربين المزودين بنظام المسح الضوئي الكاشف للعبث الحاصل للأحياء البحرية وللأسماك في أعماق البحر فيما أغمض عينيه حيال سفن عملاقة سابحة جارفة عابثة بأهم ثروة طبيعية واقتصادية؟.
كيف أن أمننا الهمام لم ير سفنا تجوب المياه الإقليمية ولا تتوقف عن التخريب والتهريب والقرصنة والإرهاب، كما ولا تتوقف عن الإضرار باقتصاد البلد وموارده وثروته وسيادته واستقراره.. يقابل هذه السبات الطويل كان أمننا يقظا حساسا تجاه كاميرات تصوير عادية واحدة وضعت على لعبة أطفال بينما الأخريين على قاربي غرضهما كشف الاصطياد الجائر ووقفه..
محمد علي محسن
أمن يقظ حسَّاس!! 1744