أعطت المبادرة الخليجية الرئيس هادي صلاحيات إدارة المرحلة الانتقالية وحظي بدعم إقليمي ودولي إضافة إلى الدعم الداخلي الذي حظي به من القوى الوطنية للثورة وبمجرد تسمية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أزاح هادي "شباب الثورة من المشهد" واستبدلهم بأعضاء لا علاقة لهم بالثورة .

منذ الأيام الأولى وهادي يسلك سياسة التوازنات في صناعة القرار وهذا لا يعني أن ننكر ما حققه وبدعم من قوى الثورة المشاركة في التسوية السياسية من إنجازات في مسار التسوية السياسية والمرحلة الانتقالية من خطوة في البدء بهيكلة الجيش والأمن وانعقاد مؤتمر الحوار الوطني .. الجميع كان يدرك أنها مرحلة حرجة تتطلب جهود مضاعفة من الجميع ،رغم نكوص المؤتمر الشعبي العام عن ذلك الذي يشغل هادي نائب فيه, فما أن انتهى مؤتمر الحوار الوطني بدء الرئيس هادي يبني سلطته الخاصة حد توصيف الصحفي علي الجرادي، أمسك معول الدعم الإقليمي والدولي وقرار مجلس الأمن 2140 ليستخدمه في تخويف قوى الثورة من الأحزاب السياسية والقوى القبلية ،والقيام بجملة الإجراءات للامساك بأدوات القوة بيده بعيدا عن التوافق فهو:

1-يستخدم الحركة الحوثية المسلحة في الشمال لتفكيك القوى القبلية التي كان لها دور في إسقاط نظام صالح .

2-صياغة تحالف سياسي خفي مع جماعة الحوثي المسلحة ومده بالدعم من وزير الدفاع محمد ناصر احمد ، فحين كان أبطال اللواء 310 يواجهون الحوثي في عمران ، كان وزير الدفاع في زيارة لقائد مليشيات الحوثي أبو علي الحاكم ليمده بالدعم بمواصلة المهمة ،وعلى ضوئها تم التخلص من العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 وتسليم عمران لمليشيات الحوثي لتلحق بأختها صعدة.

3-زيارة الرئيس هادي لعمران في 23يونيو ويوم تشييع جثمان الشهيد القشيبي في صنعاء حاول من خلالها إثبات للمجتمع الدولي أن عمران في امن واستقرار وتحت سيطرة الدولة .. لكن تقرير الحكومة الأخير المرفوع للرئيس هادي يكشف هيمنة مليشيات الحوثي على عمران و بالإضافة إلى سيطرتها على العديد من المباني والإدارات الحكومية وتختطف وتسجن المواطنين وتشرد العديد منهم ،وهذا يكشف حقيقة تحالف هادي مع جماعة الحوثي "استخدام جماعة الحوثي المسلحة لإضعاف القوى القبلية والسياسية للثورة مقابل حصول الأول على عمران بجانب صعدة.

4-في 11يونيو أقال الرئيس هادي وزير المالية صخر الوجيه المحسوب على المشترك واستبداله بوزير موالي له، وأطاح بنصر طه مصطفى المقرب من قوى الثورة من مكتب رئاسة الجمهورية واستبداله بأحمد عوض بن مبارك والذي تربطه علاقة متينة بالأمريكان ، كما قام بإثارة الصراع بين المؤتمر والإصلاح حول منصب رئاسة الوزراء الذي هومن من حصة المشترك فعين نائبين الأول المهندس عبدالله الاكوع نائبا لرئيس الوزراء وزير للكهرباء، والثاني احمد عبيد بن دغر نائبا لرئيس الوزراء وزير للاتصالات.. وحين غياب باسندوة في الإمارات بدأ الصراع بين النائبين حول من الأولى بترأس الحكومة في غياب باسندوة .

في حين تحدثت مصادر إعلامية أن الرئيس هادي تجاوز التوافق وكلف بن دغر بإدارة اجتماعات الحكومة.. ألتهم المالية والخارجية ومكتب الرئاسة وفي طريقة لالتهام رئاسة الوزراء والداخلية.

5-ضغط الرئيس هادي على الأحزاب السياسية لتمرير قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية فأصدر القرار ليضع قوى المشترك في مأزق حقيقي مع قواعدها ومع الجماهير.

6-سلب صلاحيات وزير الداخلية المحسوب على المشترك وكلف نائبة المقرب منه ومن أبناء أبين بالمهام الأمنية للعاصمة صنعاء وما حولها.

7-فحين تعالت الأصوات بإقالة وزير الدفاع بعد مقتل القشيبي و سقوط عمران.. قام هادي بإقالة قائد المنطقة السادسة اللواء المقدشي المعروف بمناوئته للحوثيين واستبداله بالحاوري المقرب من صالح والموالي للحوثيين .. أيضا قام بإقالة الحليلي من قوات الاحتياط الرئاسي واستبداله بقائد آخر من أبين ،وتم إقالة الصوملي واستبداله بالحليلي.

أيضاً في 2012 تم نقل اثنين من الألوية المحسوبة على الثورة إلى أبين إحداها اللواء 19 الذي يقوده فيصل رجب نقل من صعدة، وتم نقل اللواء135مشاه الذي تم تشكيله في 2011م ثلاث مرات؛ الأولى من صنعاء إلى لحج ثم إلى أبين ليشارك في المعركة الأخيرة ضد القاعدة، والثالثة من أبين إلى سيئون.. هذا اللواء هو ذاته الذي تعرض لكمائن القاعدة ويقوده اللواء يحيى أبو عوجاء ، وهو اللواء ذاته الذي أعدمت القاعدة 14من أفراده ذبحاً في شبام حضرموت الجمعة الماضية.

أيضا تم نقل اللواء 139مشاه (انصار الثورة)من الفرقة إلى البيضاء لذات الهدف وكذلك الحال مع 15كتيبة تم توزيعها على عدة ألوية ومناطق ونقل لواء الدفاع الجوي إلى شمال صنعاء, ليصبح مقر القرقة خالياً من أية قوات وما بقي سواء أفراد أمن وإدارة.

ماذا يعني انهاك الألوية المؤيدة للثورة في المواجهات ضد القاعدة وإخلاء الفرقة والإبقاء على معسكري 48 وصباحه وغض الطرف عن معسكر ريمة حميد التابع لصالح؟.

تنقلات وتغييرات يقوم بها هادي في الجانبين؛ الأمني العسكري والمدني لإعادة صياغة موازين القوة لصالحه وتظهر إضعافه المباشر لقوى الثورة وغض الطرف عن ازدهار جماعات العنف..

هادي قريباً سيقبض على القوة ليتخلص نهائياً من قوى الثورة التي أوصلته إلى سدة الحكم...