في بلدي أمور كثيرة تحدث فتجعله دوماً يبدو مختلفاً.. وطن ينبض عطفاً ويتقرح شجناً, يثير عاطفة الجلمود الأصم.. أرض تنضح بعبق التاريخ الشاهد بعظم إنسانها وتفرده.. تربتها تحتفظ بعناصر الحياة رغم تعاقب الأيام ومرورها عليها, حاملةً أحداثاً جساماً؛ سد تهدم وأمم تشردت وأضحت من شذاذ الأفاق, ثم تجمعت لتبني حضارات وليدة في بقاع بعيدة..

وقبل ذلك ذهبت أمم أعظم على هذه الأرض بغضب من الجبار وعصف من الطبيعة غيرت وجه هذه الأرض, وبقي إنسانها هو ذات الإنسان البسيط الدؤوب القادر على فك رموز المستحيل, والعيش في أشد الظروف صعوبة, محتفظاً بطيبته وحكمته وهدوءه وقدرته على العطاء..

هذه هي اليمن حقاً؛ أرضاً وإنساناً, وما تنقله وسائل الإعلام عن فجور فاسدين انتهكوا كافة الحدود وتجاوزوا أدنى صفات البهيمية من قتلة الأبرياء, هو كابوس خرافي دخيل غريب كل الغرابة, بعيد كل البعد عن سمات هذه الأرض الطيبة.. هو لون من الجنون يرسم بقعة شاذة مشوهة على وجه تاريخنا المشرق بأرقى معاني الإنسانية وحب الخير لجميع البشر..

كانت اليمن وستبقى مهوى أفئدة المقهورين والمستضعفين من كافة بقاع الأرض ..

انزلوا لشوارعنا لترون كيف يعيش الغريب بيننا كريماً مؤازراً, كيف يحنو عليه الكبير والصغير, كيف نرعى جانبه ونحفظ مكانته كأنما هو صاحب الأرض ونحن الدخلاء..

الوحشية الفاجرة المجنونة التي يسطر أبشع ملاحمها ثلة شاذة من مرضى القلوب؛ نحن اليمانيون بريؤون منها, والله يشهد بذلك والتاريخ..

قولوا عنهم: أنصار الشيطان, سموهم بما يدعون, قولوا إنهم من بني البشر, لكن لا تنسبوهم لليمن ولا للإسلام!..

هم ليسوا القاعدة- على جنوحها وخروجها عن قواعد الإسلام الصحيح- ولا أنصاراً لما يدّعون, هم ليسوا أصحاب ايدلوجية بداية ونهاية, ولم ولن يكونوا سوى عباداً لشهواتهم ونفوسهم المريضة..

ساديون يتلذذون بتعذيب الآخرين, مسوخ عاشقون لرائحة دماء الأبرياء, مهووسون بسماع صرخات المذبوحين بأيديهم النجسة المتلوثة بالقاذورات..

والغريب حقاً وصدقاً هو تبرؤ الجميع منهم, مع وفرة المال في أيديهم, وتملكهم للسلاح وتنقلهم السهل من منطقة لأخرى وتجرؤهم على الظهور والإعلان عن أنفسهم, وخروج بعض كبرائهم من السجون المرة تلو المرة, واختفائهم لزمن للعيش وسط أهاليهم وقبائلهم, ثم العودة لممارسة جرمهم المشهود.. كل هذه الأمور من أحوالهم معلومة للكثيرين, وبعدها يدعو الكل؛ أن ليس لهم ظهير ولا نصير داخلي..

أخيراً:

نصرةً لدين الله الذي يشوهه هؤلاء المرضى عمداً؛ أضحى على كل مسلم حامل لرسالة محمد "صلى الله عليه وسلم " واجب كشفهم وحربهم واستئصالهم كفرض عين على كل من يخشى يوماً يُنادى فيه:" أزفت الآزفة, ليس لها من الله كاشفة"..