صنعاء عاصمة اليمن الموحد إلى الأبد, طالما اليمن موحداً فعاصمته صنعاء, الهذر حول نقل العاصمة الآن ليس له معنى سوى هروب الدولة الخائفة المذلولة إلى ملاذ آمن ولا ملاذ آمن؛ طالما الدولة مكسورة الناموس وهاربة من عاصمتها رفض عبدالرقيب عبدالوهاب- رئيس هيئة الأركان وبطل السبعين- تغيير العاصمة في عز الحصار المضروب حولها من قبل ستين ألف مقاتل في صفوف الإمامين المحاصرين للعاصمة؛ فيما كان قوام الجنود المدافعين عن جمهوريتهم لا يتجاوز الأربعة آلاف مقاتل؛ رفض الهرب ورفض مقترح نقل العاصمة إلى تعز التي كانت حينها مقراً لكل السفارات والبعثات الدبلوماسية والثقافية والطبية الأجنبية والعربية قالوا له: صنعاء محاصرة ولا مجال لفك الحصار وستسقط؛ فلما لا يتم نقل العاصمة إلى تعز وقيادة المقاومة والثورة من هناك لاستعادة صنعاء, لكنه رد عليهم بحزم وشعار الجمهورية أو الموت في قلب العاصمة, لا مبرر أمني لنقل العاصمة , وإلا كان ذلك إقراراً بحالة اللا دولة ولا مبرر مجتمعي لنقل العاصمة , وإلا كان ذلك قطيعةً مع جزء من مجتمعنا وشعبنا وحالة عدائية لا وطنية للقبائل وكأنهم وحوش لا يمكن التعايش معها ولا مبرر اقتصادي وتنموي لنقل العاصمة, وإلا كان ذلك إقراراً بأن المدن لا تنمو اقتصادياً وتنموياً وعمرانياً إلا إذا كانت عواصم سياسية وهذا غير صحيح.

 فمدن مثل" نيويورك وفرانكفورت وشنغهاي والدار البيضاء وطنجة والإسكندرية وعشرات المدن غيرها" هي مدن كبرى وصناعية ونامية وحيّة بالرغم أنها ليست عواصم سياسية, بل أن المدن التي تمثل مقرات للعواصم السياسية في حالات كثيرة أقل تنمية وصناعة وحياة وسكان مثل واشنطن وبرلين وعشرات غيرها, بدلاً من تغيير العاصمة, الأجدى استعادة قدرة الدولة وهيبتها وسلطتها, بدلاً من تغيير العاصمة, الأجدى بناء دولة لامركزية لا تحصر فرص الحياة والعمل والمشاركة في العاصمة ولا في مركز النظام السياسي الذي حول السلطة في العقود الماضية إلى بوابة الصعود والثراء والتجارة والوظائف العليا والدنيا والقضاء ومفتاح مهيمن على كل الفضاءات ؛ ورمز كل شيء بيد النخب المهيمنة في السلطة والمركز الذي يحتضنها..

*****

ما أجمل كلماتك يا قيس غانم نعمان!!, وكم بعثت نغمتك المحلقة في العالي "يا فرسان خليفة" في أرواحنا انتمائنا العميق لليمن, وتوحدنا بصنعاء عاصمتنا الأبدية؛ صنعاء المدينة الأجمل في العالم:

 حيِّ نصر الشعب في اليمن السعيد

        إن صنعاء اليوم على عهد جديد

وانثر الزهر أكاليل الورود

          فدم الثوار في أرض الخلود

واسمع الدنيا أهازيج الوجود

          قد مضى الظلم توارى في اللحود