شيء من الوقت هي الحياة.. حزمة من الأيام هو الإنسان… وما اجمل أن ينتقل الإنسان من عالم للبقاء على قيد الحياة لتجاوز معركة البقاء الجثماني إلى عالم معركة أداء الرسالة وبناء الحضارة… وتوفير مقومات بناء الإنسان.. استرجاع الإنسانية المسلوبة بالقلق والخوف.. ينجو بنفسه بالحرية والعدالة ليضع نفسه من جديد في طريق البناء والإصلاح.. حتى وان كلفهم ذلك أرواحهم الغالية وهم يقدمون أرواحهم للتضحية الصادقة من اجل البلد.. ويرسمون خلق النضال في نفوس أبنائها.. يدونون الكلمة الصادقة للارتقاء بمجتمعهم.. أو يقطعون المسافات للنهوض بأمتهم .
هل يمكن لأي إنسان أن يمحو المجد الذي شيده هؤلاء ما اصعب أن ترحل دون أن تؤدي ما عليك تجاه وطنك… وما اشد صعوبة أن تشارك في مأساته.. فعلاً لما لا يجوز في حقه أو تركاً لما يجب عليك تجاهه!!
ثمة شيء لا نراه يحتاجه اليمن بعد أن تكالبت عليه المشكلات ..الراعون للتسوية السياسية استطاعوا أن يجعلوا من هذه المشكلات زعامات لتنفيذ ما يصبون اليه.. ثمة قلق يساورني وانا اكتب هذه السطور.. لا أخفيكم اني لست متفائلا!!ابصر المشهد الذي ستؤول اليه الأوضاع كارثي تماما.. الجميع من قوى سياسية وحركات اجتماعية وجماعات مسلحة تعرف جيد ماذا وكيف وماذا بعد؟؟
ما يؤسفني أننا كنا نرحل إلى الهاوية ونحن نرى الطريق جيدا محفوفا بالمخاطر.. الأوضاع الاستثنائية كانت قريبة جدا.. ثمة عوامل كنا نعلم أنها ستعيقنا للخروج من دائرة الخطر لكن لم نكن نعلم أنها ستعيدنا إلى دائرة الانهيار.. هذه العوامل التي ساهمت في وضع اليمن في حالة انتقال خطر وغير آمن كما أوردها تقرير أبعاد هي:
1-عدم إدراك القائمين على المرحلة الانتقالية بخطورة المرحلة.. وارتكابهم أخطاء فادحة أهمها عدم الإسراع في إجراءات عملية لتطبيق مخرجات الحوار الوطني، المسنود بدعم لا محدود محليا وإقليميا ودوليا.
2-توسع المليشيات المذهبية والمسلحة التي يمثلها الحوثيين في شمال البلاد واستمرارها في فرض واقع بقوة السلاح من خلال ضم محافظة عمران وأجزاء كبيرة من محافظة صنعاء إضاقة إلى سيطرتها على محافظة صعدة منذ ثلاث سنوات، حيث شجعت جماعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة وانصار الشريعة التابعة لها للظهور في محاولات للسيطرة في مناطق أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت.
3-العامل الاقتصادي: الوضع المعيشي السيئ وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وزيادة الأعباء الاقتصادية التي ضاعفتها الإجراءات الحكومية باتخاذ رفع الدعم عن المشتقات النفطية وانعكاساتها على الحالة اليمنية.
4-الدورالخارجي وحسب التقرير فإن الدور الخارجي المرتبك هو العامل الرابع الذي شجع جماعات العنف للتوسع، مضيفا" مجلس الأمن والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لم تتحرك بإجراءات عملية وواقعية ضاغطة ضد القائمين على عملية الانتقال لمعاقبة الجماعات المسلحة، وقد تحول المجتمع الدولي والدول الكبرى إلى مراقبين اتجاه تصاعد العنف في اليمن، خاصة بعد حصول تطورات في سوريا ولبنان والعراق وليبيا ومصر ومدينة غزة بفلسطين".
وتوقع التقرير أن حالة الانسحاب الخارجية النابعة من حالة ترقب وقلق من تشكل خارطة جديدة للمنطقة سينعكس على الوضع اليمني ".
لا تثقون أحبتي أن المجتمع الدولي يعمل من أجلكم أو يساهم أن تكونوا مستقري الحال والأنفس ..هم دائما حيث يجدون مصالحهم حتى على أشلاء الضحايا والأبرياء.. هم مستعدون دائما أن يشعلوا حروب مزمنة في البدان مادامت هناك مصلحتهم.. ماذا عساهم يفعلون بمن يحاصر صنعاء بمسلحيه ويحشد إليها قوته.. لا تثقون ببياناتهم فأفعالهم خلف الكواليس العكس تماما.. إنها موسيقى لطبول الحرب التي يقرعها الحوثيون على مشارف ومحيط صنعاء ..
ثلاث قوى تتشارك في سقوط صنعاء: جماعة الحوثي المسلحة وجبهة المخلوع ، الثانية وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وتفكيكهم للجيش اليمني والقيام بعملية تسهيل ممنهجة للسيد الحوثي، انهم يعبدون له الطريق من صعدة إلى عمران إلى العاصمة صنعاء؛ الثالثة: مكر المجتمع الدولي فقد أعطى الضوء الأخضر للحوثي للتمدد وغير ممانع لدخوله صنعاء، ويقدم له التسهيلات بالضغط على الإصلاح بقبول الحوثي شريك في الحكومة القادمة دون نزع السلاح!.
وحتى لا تسقط صنعاء لا بد إفشال هذه القوى، عبر إقالة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وتعيين قيادات وطنية بدلهما، تحريك الألوية العسكرية والتي تم نقلها والعودة إلى حماية العاصمة صنعاء خاصة ألوية الفرقة الأولى مدرع، التصدي لأي محاولة للتدخل العسكري الخارجي سياسياً بالاصطفاف الوطني، وعسكرياً.
أحمد الضحياني
اليمن يذهب إلى الهاوية! 1260