أصبح الهاتف المحمول في العصر الحاضر أداة التواصل الرسمية والرئيسة لدرجة انه جمّد سلوكا وواجبا دينيا هاما ألا وهو الزيارة وصلة الرحم.
وفتح أبواب المودة والتراحم مع القريب والبعيد. ولعل هذا دليل إضافي على مادية المجتمع وتحوله مع عالم المشاعر والأحاسيس الإنسانية الراقية إلى عالم المادة النوعية والكمية الذي يصعب معه بقاء أي علاقة إنسانية.
وعلى كل حال فليس هذا هو الموضوع الذي سأتحدث فيه مع قارئي إليكم في هذا المقال، إنما هناك ما هو أهم من أن تبني علاقاتك مع أحبابك عبر الأثير فقط، وهو أن تبقي هذا الخط بينك وبينهم مفتوحا وممكنا. أقول هذا الآن الملاحظ إغلاق البعض للجوال وعدم الاكتراث لبريد الرسائل الذي يمكن أن يحمل خبرا هاما قد لا يحتمل التأجيل. نعم، فطالما وقد حملت في جيبك أو حقيبتك هذه القطعة الحديدة الناطقة التي تسمح ببقائك على تواصل مع اهلك وأقرانك وبيئتك الاجتماعية والعملية إذا يجب أن تبقيها قيد العمل دون أن تكون الكهرباء تلك الحجة التافهة التي أصبحت شخصيا أمل سماعها أو الاعتراف بها كسبب لجعل البعض يقلقون هواتفهم المحمولة بطريقة مستقرة أو باعثة للقلق. فمهما تكن حالة الكهرباء يجب الحرص على أن تبقى هواتفنا فاعلة، فلم نعد أولئك الصغار في أفنية منازلنا نلهو ونلعب فقط، إنما يجب الاعتراف بحجم المهام والمسؤوليات التي تقف على عواتقنا اليوم. وإذا تحجج البعض بطباع الناس ورفضه لسلوك المتطفلين منهم فإنني اذكره أن من الذوق واللياقة والشجاعة أيضا أن تواجه أي اتصال يقصد به التطفل على حياتك والتصرف حياله بذكاء واحترام دون الاضطرار إلى إغلاق الجوال أو استخدام الكذب كحل لهذه المشكلة. نحن نعيش في زمن كثرت فيه وسائل القلق وأسبابه وليس من الإنصاف في حق أنفسنا أو الآخرين الذين يهمهم أمرنا أن نزيد من مستوى هذا القلق لدرجة انم جعله قلقا مرضيا قاتلا.
أتعامل من خلال عملي في الصحافة وفي مجال الحماية الاجتماعية مع شخصيات لها وظائفها وواجباتها المباشرة مع مجتمع كبير يعاني أفراده الكثير من القضايا الهامة التي تخفي تفاصيلاً كثيرة ومثيرة لا يستطيع وصف الدواء أو الحلول الملائمة لها إلا تلك الشخصيات آنفة الذكر. فتخيل قارئي الكريم أن تتواصل مع إحدى هذه الشخصيات التي من صميم عملها تقديم خدمة إنسانية يمكن أن تنقذ حياة طل أو امرأة أو شاب من الوقوع في مستنقع الاستغلال والانتهاك أيا كان نوعه. لهذا أقول افتحوا هواتفكم النقالة يفتح الله لكم أبوباً كانت مغلقة..
ألطاف الأهدل
أفتح جوالك يفتح الله عليك 1269