رائحة خبيثة نتنة مكروهة تتسرب من مطابخ الساسة في صنعاء ومؤامرات واضحة على التسوية السياسية التي تمت في عام 2011م ومحاولة لتعطيل ما حققته الثورة الشبابية الشعبية والتي على إثرها انتُخِب "هادي" رئيساً للجمهورية وتشكلت حكومة الوفاق الوطني, فرئيس الدولة ونصف الحكومة من المؤتمر وحلفائه ورئيس الحكومة ونصفها من اللقاء المشترك وشركائه وذلك ما هو قائم ومعمول به حتى اليوم, لكن الأحداث الأخيرة التي تبنتها حركة الحوثي تحت زعم المطالبة بإلغاء الجرعة وإقالة الحكومة, مستغلةً عواطف المساكين وحاجتهم ويراد بها باطل ولان الخيانة العظمى أدت إلى سقوط عمران بِيد الحوثيين ثم حصار صنعاء والتهديد بإسقاطها بدعم لوجستي ومالي وعسكري من الرئيس السابق وبعض قيادات المؤتمر والملاحظ أن مؤامرة مخططاً لها ومسرحية مضحكة يتم تقسيم أدوارها وتهدف إلى إعادة إنتاج النظام القديم إلى ما كان عليه قبل التسوية السياسية بحيث يستحوذ على جميع مفاصل الحكومة والرئاسة وكأن ثورة لم تقم ودماء شهداء لم تسيل ووو.. إلخ.
فمزعوم المبادرات الرئاسية بشأن مطالب زعيم الحوثية هي الطبخة الكريهة التي يسعى المتآمرون إلى عودة جميع الوزارات السيادية والهامة ورئاسة الحكومة إلى حزب صالح الذي حكم اليمن 33سنة حتى ثار الشعب ضده وهاهم اليوم يتآمرون كي يكون رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والمالية وغيرهما منهم بدلاً من المشترك بقصد "عودة حليمة إلى عادتها القديمة" وبقصد إحكام القبضة الحديدية والانتقام من الشعب ومن كل من ثار ضدهم أو انضم إلى الثورة أو دعمها أو والاها, فهذا المخطط يمر عبر حصار صنعاء المسلح والاعتصامات داخل العاصمة بدعم مؤتمري حظي بشكر عبدالملك الحوثي لهم في خطابه.
وهنا لابد أن ينتبه شباب الثورة والشعب وقيادة المشترك وشركاؤهم إلى هذه المؤامرة الخطيرة كي ينتبهوا لها ويوحدوا الصف ويصدقوا في الاصطفاف الوطني, فما أبداه الرئيس هادي وصرح به في مبادرته من أن الوزارات السيادية الأربع ستكون من اختصاصه في التشكيل الجديد, يعني الالتفاف على التسوية السياسية التي جعلت للمؤتمر الدفاع والخارجية والمشترك الداخلية والمالية فمن هو "هادي"؟, ألم يكن أميناً عاماً للمؤتمر والرئيس المنفذ لمخطط الرئيس السابق؟, ألم يكن يدافع عن سيادة الوطن وتسبب في إسقاط عمران وهو يفاوض عبر لجان المكر والخيانة وصنعاء والجوف خط أحمر؟, فالأولى محاصرة والثانية تُدمر ويُقتل أبناؤها والرئيس ما زال يفاوض والمؤامرة على التسوية السياسية مستمرة ولو نجحت ستسقط شرعية مؤسسات الدولة وشرعية الرئيس لان الالتفاف على التسوية السياسية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني سيسقط الدولة ويُلغي الحكومة ويعيد اليمن إلى المربع الأول "و يا فصيح لمن تصيح".
أحمد محمد نعمان
الالَتِفَافُ عَلَى التّسْوِيَةِ يُسْقِطُ شَرْعِيّةَ الرَّئِيسِ وَالدّولَة 1414