سبتمبر ثورة شعب تفلَّت من أغلال قاهره، محصاة لنضال الأحرار من أبناء الوطن الغالي ..فتخلصوا من ربق الإمامة والكهنوت وحكم العائلة والأسرة... ثمة من يريدنا اليوم أن نلعن سبتمبر بحجة أن أهدافه لم تتحقق ،فالإخفاق في إدارة الانتقال إلى ميان الدولة لمن حكموا اليمن بعدثورة26سبتمبر1962م هم من يتحملوا المسؤولية وهم موضع النقد « الحكام المتعاقبون »من فشلوا.. إن من حاولوا إخضاع أهداف ثورة الـ26من سبتمبر بشكل مادي يكون مردودة لصالح الشعب على حساب معاني الرحمة والعدالة والعطاء الجميع ..من الحكام المتعاقبين نهبوا وسلبوا وأنفقوا بغير حساب لصالح أنفسهم فقط وما فاض كان لمتنفذين تابعين لهم!!احتفلوا بسبتمبر كل عام ،واستوحوا روح الشهيد الذي ضحَّى بنفسه من أجل غيره ،في حين احتفظوا بالثروة والمنصب والجاه والنفوذ الاجتماعي وكرَّسوا حياتهم من أجلها ،وبها يتأمرون على الجمهورية ..كان ذلك على حساب الشعب واهدف ثورته المجيدة 26سبتمبر. أخضعوها مادياً لأنفسهم ..لكن ذلك لم يمتهن سبتمبر في نفوس أبنائه ..بقيت أهداف سبتمبر في روح الشعب !!تعاقَب الحكام وفشلوا ولم يُفلحوا وبقي الشعب هو من يدندن حول أهداف ثورته ،لم يكفر بما قام به وأنجزه !حتى وإن وجد من عمل على امتهان هذا المنجز العظيم وغيرها من المنجزات.. فشل الحكام المتعاقبون في إيجاد دولة لتحقيق أهداف الـ26من سبتمبر وانغمسوا في بناء سلطاتهم الخاصة، اتجهوا الى افتعال الأزمات والمشكلات وتغذية النزاعات والصراعات التي تمكِّنهم من البقاء أكثر في السلطة ،حاول البعض منهم "التوريث " له ولأبنائه لإيجاد نظام عائلي بلباس الجمهورية.. فانتفض الشعب في ثورة الـ11من فبراير 2011م ليعلن استكمال أهداف ثورة سبتمبر ..شعب تعالى رغم الجراح والنتوءات الاجتماعية التي زرعها نظام صالح في المجتمع.. فاجتمعوا في الميادين والساحات في 17محافظة..

إنه الشعب كما صوره أبو الاحرار محمد محمود الزبيري:

هو الشعب حق مشيئاته

               صواب ورشد خطيئاته!

له نبضنا وأحاسيسنا

                     فما نحن إلا نباتاته!

له دمنا وله دمعنا

             يغذَّى عليه ويقتاته!

ويقصف عمر الحمام الوديع

                       لتحيا وتكبر جيناته

وتقتلع الشر خبراته

                           وتبتلع الكل غاياته!