تكالبت ذئاب السلطة على عبد ربه من كل جانب ..!!
من فقدوها في ٢٠١١
ومن فقدوها في سبتمبر ١٩٦٢
ومن يطمحون لوراثتهم
فبدا الرجل مشدوهاً لا يدري ماذا يفعل ؟؟
وجوههم مزمومة على هدف محسوم : لا رئيس من خارج مركز الاحتكار التاريخي ..!!
وهو مرتبك ومسيطر عليه من لوبيات عفاشية وحوثية وماسونية .. تشتغل حوله ببرامج منظَّمة ، وبسيناريوهات منسقة ، وبخبرات تاريخية مكتسبة... لا خبرة لديه ولا خيال... لا فريق عمل لديه ولا ارتباطات وجودية.. أبحر في "صنعاء الكروم يا موطن السبايا"... دونما بوصلة يهتدي بها ودونما حاسة رجل الدولة التي تمكِّنه من أن يدرك بها مكامن قوته :
الالتفاف الشعبي الذي بلغ السبعة ملايين في الاستفتاء على رئاسته...التأييد الإقليمي والدولي
الصلاحيات الاستثنائية التي منحته صفة "الچوكر" في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة
المزاج الشعبي الذي ينظر إليه كحالة تاريخية تكسر حلقة الاحتكار التاريخي المعبر عنها بقذارة في الستينيات : " ما مرة تشخ من طاقة " ؛ والمقصود بها عدم أهلية وأحقية عموم اليمنيين في السلطة خارج المنطقة الزيدية التي يسعى الآن الحوثي إلى تحويلها إلى اثني عشرية ..!!
وبدلاً من لبس حلة القائد ذهب عبد ربه إلى أمور في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب :
بالغ في دور الخارج والاعتماد عليه ؛ وحوله بتصرفه الخاطيء هذا إلى عامل سلبي بدلاً من كونه عاملاً إيجابياً...فالعامل الخارجي الذي يتجاوز العامل الداخلي يفقد مفعوله ويتحول إلى ضرر, هو فقط يكون مفيداً إذا كان مسانداً لفعلٍ داخلي متسيِّد وأقام في مناخات مراكز النفوذ القديمة بدلاً من تكسيرها وتجاوزها وخلق حالة بديلة لها وأكتفى بخلق طوق الحماية القرابي اقتداءً بـ"صالح" بدلا من الاحتماء بالشعب وقضاياه العادلة ، وخلق طوق الحماية بناءً على هذا الأساس, وانطلق لمجاراة أحزاب اللقاء المشترك الخائنة للشعب وثورته في المحاصصة والاستيلاء على الوظيفة العامة وغرق أخيراً في أجندة الإقليم العبثية لاستئصال الإخوان, وتاه في وادي الحوثي الإيراني الذي أستغل طيبته و"جوادته" وبدويته دونما مقابل وبهدف بعيد يرمي إلى إفشاله وتكسير الدولة والحلول محلها, وغاب عنه أن الحوثي يطلب رأس الدولة ورأس اليمن وليس فقط رأس الإخوان وخذله وخانه المستشارون الانتهازيون والحزبيون ومع ذلك يبقى أمامه فرصاً عديدة وإمكانيات متاحة, أولها الشعب الذي يدرك مزاجه العام أن عبد ربه منصور هادي ليس من ذوي النيات السيئة والأجندات التآمرية المخطط لها وأن أخطاءه غير متعمدة وأن إخفاقاته لم تصنعها الارتباطات المشبوهة ولا الانحياز للمصالح الخاصة بشكل مستميت ضداً على مصلحة الشعب وما زال أمامه الخارج الإقليمي والدولي الذي لن يجد سواه كنقطة تقاطع مشترك بين الجميع, الخارج الذي سيفقد الزمام من دونه وما زال أمامه الجنوب الذي أمسك بخيوطه وتعز التي لم يبادلها الود أبداً ، ويراه عقلها الجمعي فرصة أخيرة لدولة المواطنة وما زالت أمامه فرصة الشرعية التي لا شرعية سواها في طل المعطيات الراهنة
وما زال أمامه إقليم سبأ الذي يمكن أن يتحول بلمسة منه ورهان حقيقي إلى كرة لهب تحرق من يقف أمام اليمن, وما زالت أمامه فرصة انتفاضة البدوي على كل من استغفلوه ولعبوا على طيبته وثقته بهم وأولهم وزير الدفاع وما زال أمامه واجب الرجل في اللحظات الاخيرة لإنقاذ نفسه وبلده وشعبه وحكمه في اللحظات الحرجة وما زال أمامه السعودية المحتارة والفاقدة الاستراتيجية في اليمن منذ أكثر من عشر سنوات...الفرصة لا زالت متاحة, لكن هل ثمة في موقع القرار من يقرأ اللحظة جيداً ويقتنص الفرصة ؟؟؟
مصطفى راجح
الفرص المتبقية لرئيس الفرص الضائعة !! 1508