سألني احدهم مازحاً- أو قولوا- هازئاً: مع الاصطفاف أم مع الثوار؟. فأجبته ودون تردد: لا مع هؤلاء ولا مع أولئك؛ فكلاهما يا "صاحب" وجهان لمشكلة مزمنة واحدة.
كيف ولماذا؟!: فلأن الطرفان يؤخران ولا يقدمان، يؤجلان ويعيقان استحقاق الدولة اليمنية الحديثة ولا يسرعان ويمهدان لهذه الدولة المنشودة، يخوضان معركة ماضوية ثأرية انتقامية عصبوية عمرها يمتد إلى القرن السابع الميلادي؛ لا معركة وطنية ثورية عصرية نابعة من حاجة اليمنيين للتغيير الحقيقي المتسق مع الحاضر المعاش المؤصل لدولة المستقبل العادلة.
نعم .. فواقع الحال أننا في خضم مأساة كبيرة تشبه تلكم الحالة التراجيدية التي سبق للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي التعبير عنها في روايتها البديعة " ذاكرة الجسد ", فالكاتبة ربما لم تكن تعلم بأننا نماثلها تماماً حين يتعلق الأمر بالانتماء لأوطاننا التي تسكننا ولا نسكنها, مما قالته: "إنني انتمي إلى وطن يجبرك ما بين الموت بالطاعون أو الكوليرا فإيهما اخترت فلن تجد غير حتفك".
حالنا يبدو كذلك فمهما اختلفت الأوجه والشعارات والأدوات تبقى الغاية واحدة متمثلة بفكرتين متضادتين متناحرتين لا تستقيم مطلقاً مع تطلعات وآمال غالبية اليمنيين التائهين الحائرين المستنزفين المنهكين الآن روحاً ودماً وذهناً ووطناً وحياةً.
محمد علي محسن
وجهان لمشكلة واحدة!! 1484