لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أطلقها كلمات براقة مدويةٌ لكل الإصلاحيين.. أن الإصلاح هو ضمير الأمة وصوتها الناطق بدون رتوش, بدون بريق السيف أو لمعان الذهب هو الإصلاح.. ولا فخر من غير ادعاء ولا تبجح.. من الجماهير خرج ولها عاش وعليها يتكئ وإليها يعود.. هو الإصلاح صدق مع الله وشفافية مع الشعب وتجرد مع الأمة, ووضوح بالمناهج وقوة في الحجة, هو الإصلاح إشراقة وطن وعزيمة قادة وشعاع يبدد الظلام بشروق الشمس الساطعة.. هو الإصلاح أصالة ومعاصرة.. روح يسري في جسد هذه الأمة فيوقظها ويعيد بناءها ووحدتها ومجدها.. هو الإصلاح ولا فخر معين لا ينضب.. شامخاَ بأبنائه وجماهيره.. هو الإصلاح رمز وحدتنا.. عنوان قوتنا.. علم نهضتنا.. هو الإصلاح فكرة ومسار..
بهذه الكلمات وجدت نفسي قائلها لا محالة.. لأن الكتابة عن الإصلاح جهد لا ينوء به فرد.. فالتجمع اليمني للإصلاح تأسس بعد بزوغ شمس الوحدة وكان ذلك في 13 سبتمبر 1990م وبمرور 24عاماً سابقة أصبح التجمع اليمني للإصلاح من أقوى الأحزاب السياسية والقادر الفعلي مع شركائه لإدارة البلاد وقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان.
ومن خلال النظر في محطاته نجد أن التجمع اليمني للإصلاح قد مرَ بأربع محطات هامة: فقد عُقد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح الدورة الأولى 20/24سبتمبر1994م تحت شعار ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) بحضور 2150عضوا، كما عقد المؤتمر العام الأول في ظل أجواء مأزومة وحالة التأزم ما بعد حرب صيف 94م، وفي نوفمبر 1996م عقدت الدورة الثانية للمؤتمر العام الأول تحت شعار((إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب))وفي هذه المحطة كان الإصلاح قد استكمل البناء التنظيمي واللائحي, حيث تم إقرار النظام الأساسي كما أخذ يصلح من داخل الحكومة نفسها. وفي أكتوبر من 6/8/ أكتوبر 1998م عُقد المؤتمر العام الثاني للإصلاح الدورة الأولى تحت شعار((معاً من أجل بناء دولة المؤسسات وتعزيز المسار الديمقراطي الشوروي وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب)) ومن خلال هذا الشعار نفهم أن الإصلاح قد عمل على ترسيخ الشراكة الديمقراطية وقبول الآخر والمساهمة في مشروع البناء المشترك، كما عُقدت الدورة الثانية للمؤتمر العام الثاني في 2000م.
وفي ديسمبر 2002م عُقد المؤتمر العام الثالث للإصلاح تحت شعار((مع الإصلاح من أجل صيانة الحريات ومكافحة الفقر والفساد)) كما عُقدت الدورة الثانية للمؤتمر العام الثالث في 2004م تحت شعار((النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات)) وهذا يدل على سمو ومواكبة فكر الإصلاح في استخدام النضال السلمي لانتزاع وأخذ الحقوق وممارسة الحريات، كما عقد المؤتمر العام الرابع في فبراير 2007م تحت شعار ((النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل)) وهذا يدل على نمو فكر الإصلاح واستخدامه والتزامه بالنضال السلمي والتزامه بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف فالشعار- أي النضال السلمي- معناه التمسك والالتزام بالمبادئ والحقوق الشرعية بشكل إيجابي لا يتنج عنه أذى مادي بأي أحد بمن فيهم الحكام الظالمون اذاً فالوسيلة النضالية قيمة أخلاقية بحد ذاتها.. اذاً فهذه الشعارات التي اتخذها الإصلاح لمؤتمراته العامة فيما سبق تعكس دور وعمل الإصلاح في البناء المؤسسي والتنظيمي والدور النضالي والوقوف إلى جانب الشعب في كل الظروف والأحوال ابتداءً من الوقوف وهو في السلطة وخروجه إلى المعارضة..
من خلال هذه المحطات الأربع, نجد أن الإصلاح قد ساهم من خلال موقفه في المعارضة في تبني القضايا العامة التي تهم الشريحة الواسعة من أفراد الشعب سواء ما يتعلق بالجوانب الاقتصادي أو التعليمية والاجتماعية.. وتعليقا على شعار المؤتمر العام الرابع للإصلاح فقد أتي مكملاَ لشعار الدورة الثانية للمؤتمر العام الثالث، حيث كان النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات فيما كان شعار المؤتمر العام الرابع للإصلاح "النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل، وفي هذه المحطة تمكن الإصلاح وإلى جانبه شركاؤه في المشترك من ترسيخ ثقافة النضال السلمي وتوعية الشعب بالحقوق والحريات التي كفلها لهم الدستور اليمني، وان النضال السلمي هو الأصل في الوصول للسلطة ونبذ العنف، فقد حاول نظام صالح مرات عديدة لجر الإصلاح إلى العنف لكنها فشلت في العديد من المناسبات الحزبية والنضالية والاحتجاجية، إذ نجد أن هذا الشعار كان له وعاء ووعي لدى أعضاء الإصلاح في كافة المستويات حيث ايقن الجميع أن لا مناص للإصلاح باي وسيلة عدا النضال السلمي(النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل))والذي مثَل الثورة الأولى في طرق إسقاط نظام صالح (فقدان شعبيته في ضمير الشعب)..