يؤسفني أن أتحدث إلى جهة حكومية بهذه اللهجة، لكن حجم الإهانة التي نجدها كل يوم رجالاً ونساء من سائقي باصات الأجرة تستلزم وقفه جدية من هذه الجهة ذات المسؤولية الكاملة عن المركبات العامة والخاصة والقواعد التي يجب ان يلتزم بها سائقوها وملى رأسها سعر المشوار الواحد للراكب مع مراعاة عدد الركاب والسلوكيات والأخلاقيات الضرورية لأي عمل وفي أي مهنة وإذا تجاهلنا مسألة عدد الركاب وما يفتعله بعض أصحاب الباصات العامة من تجاوزات خاصة بهذا الأمر، فلا يمكن التغاضي عن حجم الاستغلال والاستفزاز الذي نجده من هؤلاء أثناء عملية دفع الحساب الذي حددته الجهات المسئولة سلفا بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية، فحين كان سعر المشوار سبعين ريالاً كان بعض السائقين يعمدون إلى اخذ مائة ريال بالقوة ظُلماً, خاصةً من النساء اللاتي لا تملك إحداهن حيلة أمام الآخرين إلا الصمت أمام ذئب بشري جائع ومفلس إلى هذه الدرجة. وحين تم التوجيه عبر التعميم الأخير بتوحيد سعر المشوار الواحد بستين ريالاً لم يكن لهؤلاء السائقين آذانٌ يسمعون بها فقد عموا وصموا عن هذا التعميم الأخير.
لدرجة أن نشعر أننا نتعامل مع كلاب مسعورة .. فمن المسؤول عن توحيد السعر ومراقبة الالتزام به غير ادارة المرور التي تركت هذه الشريحة المستفزة كما يترك الراعي قطيعة في المرعي ولو أنها أغنام لهدتها فطرتها الى سواء السبيل, لكنهم كالأنعام بل أضل سبيلا.. تصور قارئي الكريم ان يجعل هؤلاء من أنفسهم دولة داخل الدولة وكان الوطن ينقصه تعنُّت هؤلاء السائقين أو كان المواطن لا ينقصه إلا هذا الهم الإضافي على أكوم الهموم التي يعانيها في وطن الفصول الأربعة هذا ! نعم فنحن نكاد نكون الوطن الوحيد الذي تتبدل قوانينه وتشريعاته وتعميماته بقدر تبدُّل الفصول الأربعة من كل عام وإن كان العام عندنا مختصراً على فصلي الصيف والخريف فقط.. نريد أن يقوم مرور تعز بالنزول إلى شوارع العاصمة الثقافية والفن والأدب وأن يشرفوا على تطبيق التعميم بأنفسهم حتى يتوقف هذا المسلسل البغيض من التسيب والاستهتار وعدم احترام لوائح النظام والقانون. نريد أن نشعر ولو لمرة واحدة بتلك الكرامة التي نفقدها كمواطنين وبالأصح والأخص كرامة نفقدها كمواطنات نتعرض لهاذ الاستغلال كل يوم .
///////////////////////
أين القانون؟
الوليد بن علي الشرماني
أقف هنا وفي كل مكان كما يقف كل مواطن
وجميعنا يبحث عن القانون؟
أين القانون؟
هل هو في جيب معطف الرئيس أم في ظهر المرؤوس؟
هل هو منتج خارجي أم حياكة محلية؟
أين القانون ممَّا يحصل ؟
أين القانون ممَّن يخرّب أبراج الكهرباء
وأين القانون ممَّن يفجِّر أنبوب النفط؟
أين القانون من عبث المسؤول؟
وأين القانون من جور المخلوع؟
أين القانون وما سر علاقته بالأحداث؟
أين القانون من تحكيم قبائل تحاصر معسكر؟
أين القانون من إرهاب السيد واستقلال صعدة؟
وأين القانون من لهو ولعب الأحزاب في السلطة؟
أين القانون من عبث الراعي بتشريعات الدولة؟
وأين القانون من وزير للجيش يقتل جيشه؟
وأين القانون وقد حُرم الجندي من لقمة عيشة؟
اين القانون؟
أين القانون من فتى يدير حروب من كهفة في مران
وأين القانون من التمدد في الجوف وعمران؟
أين القانون ؟
أين القانون والفوضى سيدة الموقف
أين القانون والأعراف تزوجت واقعنا عرفاً؟
أين القانون ؟
أين القانون والأجواء مباحة والأرض قد ابتاعت؟
أين القانون ومراضاة المشايخ فرض وطاعة؟
أين القانون ؟
أين القانون وموظف يرفض قرار مديره ويتردد؟
أين القانون والأحزاب آلهة تُعبَد؟
وأين القانون وقد حل محله التمديد؟
أين القانون ؟
أين القانون والأسواق السوداء تفتك بالمسكين؟
أين القانون والدم أصبح أرخص من لتر البنزين؟
أين القانون وتجار الأزمات جاؤوا باسم القانون؟
أين القانون من منابر تتحدث باسم الدين؟
أين القانون من القانون؟
ولعل القانون أصبح يبحث عن نفسه بين الأحداث
وسوف يجد نفسه أوراقاً بأيدي ساسة يتغنون باسمه
أين القانون وخوفي أن يستسلم للواقع ويصبح مغلوباً على أمره؟
العالم أجمع يبحث عن قانون لشعبٍ عُرف بالحكمة
ولعل الحكمة صارت ورقة أو لعبة وربما جزءاً من الأزمة ؟
