أن تموت حراً كريماً شامخاً عزيزاً , أطهر وأقدس من أن تعيش ولعنات الشعب والأجيال والتاريخ تلاحقك, هذه هي الوضعية السوية التي يجب أن يتقنها الجميع , "فضريبه الذل افدح من ضريبة الكرامة بكثير" أمامنا اليوم الرئيس هادي, الذي أوشك أن يُتهم "بالخيانة العظمى" ليصبح بعدها مغتالاً بفعل تردده وضعفه, وتباطؤه في صنع القرار, فها نحن اليوم نحصد ثمن تنازلاته التي أهدرت كرامتا ,ومساومته جماعات العنف التي استمرأت في ضلالها, فأضاع الوقت ومازال مرتبكاً لا يدري ماذا يفعل؟ أيغادر إلي الجنوب ؟ أم يسترجي "سيد مران " أن يعينه سفيراً في إيران؟ أم يستنجد الإصلاح الذي ما برح التآمر على ضربه للتقرب من الجارة الكبرى؟ ماذا عساه أن يفعل الآن بعد أن احتل الحوثيون قرية القابل ونصف شملان ويعتزمون التقدم تجاه جامعة الإيمان فمقر الفرقة, ليزغردوا في الستين؟..
خيارات الرئيس تضيق يوماً بعد أخر وكل القوى السياسية حشرها الحوثي في زاوية ضيقة وراح يستعد للانقضاض عليها, ليستدعي بعدها سيده للاحتفال بعيد النصر, بعد أن يصرع الجميع ,ليس ضرورياً أن يقتل هادي بل يكفى أن يطرد من صنعاء ,أو يعتقل أو حتى يغادر إلى شقته المفروشة في روسيا, ففي كل الحالات يكون قد فقد معنى الحياه, واصبح ذليلاً, خائناً ,مهاناً بعد أن اهدر كرامة شعبه, وفكك بلده ,وادخله في حرب لا يعلم احد نتائجها, ماذا سيكتب التاريخ عنك يا هادي؟ وأنت الذي في عهده هٌجر السلفيين, وسٌلمت صعده وعمران للملكين وعلى وشك أن تذبح ثوابت الشعب ومكتسباته من الجمهورية, والوحدة ,والديمقراطية, وجعلت الشعب يتناحر هنا وهناك, سواءً بجهلك أو ضعفك أو خيانتك. يا هادي قد قلنا مراراً أن الحوثي يبحث عن الحرب فلا تناشده سلام العاجز المهان, يا هادي لسنا خصومك, فلا تمكر بنا, انتخبناك فلا تخوننا, دعمناك فلا تتامر علينا, عاملناك بحسنَ نية, فلا تسئٌ الظن بنا, انتقدناك ليس لأننا نبغضك ؛ولكن لأننا نحب لك النجاح ,يا هادي لا نريد لك البؤس والشقاء ,ولا نريد أن تسقط من التاريخ أو تسجل في صفحاته السوداء, ضع كل توجساتك منا جانباً ,وانسى ما قلناه عنك سابقاً وتحرك الآن وانتهز ما تبقى من الوقت.. افعل شيئاً قبل أن يقع الفأس في الرأس.. أرجوك أن تفكر بطريقة سليمة, وتضع الأوهام جانباً.. فلسنا عاطفيين حتى تهزأ بنا ولسنا أطفالاً حتى تداعبنا ولسنا مغفلين حتى تضحك علينا..
إن كنت صادقاً فالكلام يكفيك وان كنت مراوغاً ستستمرٌ في سباتك حتى يقرع بابك "الملكيون الفاتحون " وينادونك بلغة البارود والدم كونك لم تصغِ للغة الكلام وكونهم لا يجيدونها..
رفعت الاقلام وجفت الصحف؛ فأما نحن فمشاريع شهادة ولا نقبل العيش بمهانة, وسندفع ضريبة الكرامة, وليس لدينا ما نفقده, فلسنا جبناء ولسنا ممن يعشق الحياة بذل فقد انقضى زمن الركوع وخرج المارد من قمقمه منذ أمد بعيد..
