Mahmoud.harazi@gmail.com
من المؤكد أن يرجع بن عمر بخفي حنين, وفشل التوقيع على الاتفاق الذي سار لأجله إلى صعدة ولقاء زعيم جماعة الحوثيين في محاولة للدفع به إلى إنهاء الأزمة الحالية المتمثلة في الحصار الذي اصبح اليوم يمثل حروب شوارع وتستهدف في المقام الأول بعض الأفراد والأحزاب الدينية.
قضت مهمة بن عمر أن يقنع عبدالملك الحوثي بالتوقيع على الاتفاقية غير أن الظاهر أن الموهبة السحرية لزعيم الحوثيين اكبر ليقنع بن عمر أن إنهاء الأزمة ليست بيده وحده وذلك لوجود اطراف أخرى لها نفس المصلحة المتمثلة في الكراهية التي يحملونها لهذه الأحزاب الدينية.
ليس تطاولاً على بن عمر فلربما سجل له التاريخ اليمني حسنات لا تنكر, كقدرته على جمع مختلف مكونات المجتمع اليمني على طاولة واحدة فيما سميت بالحوار الوطني, وكذلك قدرته على أثناء بعض الأطراف على استخدام لغة الحوار بدلا من العنف حينها, غير أن تصرفاته في الآونة الأخيرة أصبحت محل شك نظرا لكثرة التناقض, وإلا لما لم يفضح معرقلي التسوية صراحة أمام مجلس الأمن الدولي؟.
المخططات الشيطانية التي تنفذها جماعة الحوثي بدعم وتحالف اصبح اليوم مكشوفاً مع حزب المؤتمر, وبالتالي دخول تنظيم القاعدة على خط المواجهة في تحالف ضد الحوثي وحليفه الرئيسي ينذر بمواجهات وحروب شوارع وعصابات قد لا يحمد عقباها على صعيد الأيام القادمة.
تعيش صنعاء اليوم على كف عفريت, ولا سبيل لإنقاذها من مثل هذه المخططات الشيطانية والتحالفات غير تدخل الجيش, الذي قد ربما يمنع احتمالية وقوع العاصمة في حرب لانهائية لها, فهل يدخل الجيش في خط المواجهات بين الطرفين أم سيعلن الحياد كما فعل سابقا؟.
بين عصا هادي الدولة التي أساء استخدامها منذ وضع اليمن تحت البند السابع وحتى اليوم, وبالتالي العجز الواضح في الخروج باليمن إلى بر الأمان, والأزمات المختلفة والمتنوعة التي تمنى بها البلاد. ربما يجعل دور هادي اليوم كما كان سابقا, وخاصة من خلال الأزمة التي يفتعلها الحوثيون في تحالف مع آخرين ضعيف جدا.
وبينما يتم الدفع بالحوثي علانية للقيام بمثل تلك التصفيات أو الانتقام نيابة عن الآخرين, يتدخل الجيش واللجان الشعبية في اللحظات الأخيرة في مواجهة المد الحوثي نحو المؤسسات الدينية والأفراد.
لم تكن أعمال العنف التي اختلقها الحوثيون اليوم إلا تأكيداً للرفض الحوثي للتوقيع على اتفاقية بن عمر وإنهاء الأزمة, وربما كان اجتماع الرئيس هادي باللجنة العسكرية وتأكيده على أهمية استباب الأمن والاستقرار سابقة من نوعها اليوم بعد اكثر من سنتين من تحييد الجيش في الصراعات المذهبية والطائفية في البلاد.
لكن هل يستمر هذا الدعم الرئاسي؟ وهل حان الوقت لاستخدام العصا الدولية ضد معرقلي التسوية السياسية في اليمن؟ أم أن تدخلاته الإيجابية اليوم ليست اكثر من الحفاظ على كرسي الحكم؟.