هناك غاضبون على الإصلاح وكلٌ له رؤيته, فريق غاضب لأن الإصلاح لم يمشق سيفه ويعلن الحرب على الحوثي وكأنه هو المسؤول عن حماية الجيش والأمن والنظام وفريق غاضب من الإصلاح لأنه أقر الجرعة حسب ما يرَّوج وكأنه هو رئيس الدولة وأمانته ،ورئيس مجلس النواب وأعضائه، ورئيس مجلس الوزراء ووزرائه، ورئيس مجلس الشورى وأعضائه وهو ﻻ يمتلك إلا أربعة وزراء فلا ندري كيف أربعة وزراء ضغطوا على كل من سبق ليقروا الجرعة؟!!! وهل من مصلحة الإصلاح أن يُكرِّه الشعب فيه كي يُقر الجرعة؟ أليس هناك عُقلاء يفكرون بأن من أقر الجرعة هو الرئيس بموافقة كل الأحزاب؟

وفريق غاضب على الإصلاح لأنه متساهل وهو يرى مناصريه يُطارَدون ويُقتلون ويهجَّرون من قِبل ميليشيات الحوثي وهو ﻻ يرد ونسوا أن أعضاء الإصلاح هم مواطنون يمنيون ومن يتحمل حمايهم مثلهم مثل أبناء الشعب هي الدولة وإلا لصارت البلاد فوضى.

وفريق غاضب من الإصلاح لأنه اشترك في حرب 94 ونسوا أن الشعب كله وقف ضد الانفصال بما فيهم الجنوبيون وعلى رأسهم الرئيس عبد ربه منصور هادي, وغاضبون من الإصلاح بانه هو السبب في ثورة 2011 ونسي هؤﻻء أن الإصلاح كان مكوِّنا ضمن مكونات الشعب بأكمله ولو كانت هناك دولة ما قامت ثورة ،وكان الإصلاح أحرص الأحزاب على حل سياسي قبل أن تنفجر الثورة وفريق غاضب من الإصلاح لأنه يؤمن بالحزبية ونسوا أنهم هم أحزاب دون أن تسجَّل في السجلات الرسمية لأن الحزب هو عبارة عن تجمُّع حول فكرة وهناك من يتعصَّب لشخص أو لرأي ويوالي ويعادي على أساسه بل وقد يُكفِّرك أعظم ممَّا لو كان في حزب معترف به وفريق غاضب من الإصلاح لأنه عمل على أقصاء الآخرين من الدولة, فهل الأربع وزارات هي الدولة؟

ولو عملنا إحصائية في الوزارات التي مسكها الإصلاح لوجدنا أن الإصلاح هو المُقصَى ولمن يبحث عن العدل يزور هذه الوزارات فسيرى كم عدد الإصلاحيين فيها مقارنةً بغيرهم.

"مالكم كيف تحكمون".