الوطن العربي.. شعوبا طحنها الذل والفقر والبطالة والطائفية والأزمات المتكالبة والمختلفة والتي لا تنتهي وكأنها قدر محتوم ينبغي التسليم والقبول به.
إن كل القوى الفاعلة بالساحة العربية سواء كانت أحزابا أو جماعات أو أنظمة كلها متشربة بثقافة العنف ومهوسة بالمغامرة الغير محسوبة العواقب وفرض الانتصار على حساب الوطن والمواطن.
لقد غدت ثقافة السلم وتوعية الشعوب وتبصريها والانتصار لها لا تتفق ولا تتناسب مع واقعنا السياسي المزري و إفرازاته المخيفة..
أصبحنا كتلة بشرية نفتقد لقيم الإنسانية المشتركة المتنوعة تطبعنا على العنف وكأننا لا نستطيع العيش دون حروب ودمار أو تشريد لقد نضبت القومية وفكرها وثقافة التعايش والقبول بالآخر للأسف.
ها هي الأزمات والمشاكل التي أنتجتها الأنظمة والنخب المختلفة تكاد تعصف بكل المنطقة العربية تتكالب وتفجر كوارثا مشكلة تنجب أزمة أكثر تعقيدا , الحلول لازمة لا تنتج إلا أزمة أخرى وكل مشكلة تتضخم وتكبر بشكل يصعب احتوائها أو تداركها وهكذا تتشابك أزماتنا لتنذر مستقبل كارثي.
هنا أدعو الأنظمة والقوى الفاعلة في المجتمعات العربية والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية للقيام بدورها لإرساء ثقافة التعايش السلمي والقبول بالآخر والتصدي لأي فئة تحاول تحقيق أهداف سياسية من خلال العنف أو التعامل بحقد وكراهية وعنصرية والعمل على إرساء هذه الثقافة في المجتمعات عسى ولعلى يأتي تأثيرها بنتائج إيجابية مستقبلا .
