ماذا لو بقيت ثورة الشباب السلمية حرة مستقلة عن الأحزاب والفصائل..؟ ماذا لو لم ينضم العسكر والقبائل لثورة الشباب السلمية..؟
وماذا لو لم تتم تسوية سياسية لوأد الثورة الشبابية السلمية؟
ماذا لو لم يتدخل الجوار لحرف سير هذه الثورة التي بدأت صادقة مسيّرة بأمر من الله؟
ماذا لو لم يقتل خيرة شباب الثورة في يوم جمعة الكرامة وبقوا شعلا متوهجة تنير طريق الثورة؟
ماذا لو لم يحرق جامع النهدين بمن فيه.. وماذا لو لم يرمم الجوار صالح ويرجعونه للساحة السياسية بأسرع ما يكون؟
ماذا لو لم يرحب الإصلاح بفصيل الحوثة ويضمونه لركب الثورة المسروقة..؟
ماذا لو تمسك الشباب بروح الثورة ورفضوا المبادرة الخليجية ومضوا نحو استئصال الماضي من جذوره؟
ماذا لو كان شبابنا اليمني متحررا من عبودية الأحزاب والجماعات؟
ماذا لو أن شخصية الفرد اليمني كانت متسمة بالاستقلالية وحرية الفكر؟
ماذا لو أن قيادات الأحزاب والجماعات اليمنية متسمة بأبسط سمات القائد الباني من رؤية مستقبلية وقدرة على قراءة الأحداث جيدا؟
ماذا لو امتلك أتباعهم الشجاعة الكافية لنقد القيادات وماذا لو تلقت قياداتهم هذا النقد برحابة صدر واستفادت منه؟
ماذا لو أشتغل الفلاح في زراعته والصانع في صناعته والمعلم على تلامذته ورجل الدولة على أدواره, ولم ينجرف كل هؤلاء في لعب الساسة العملاء..؟
ماذا لو لم يقتتل رفقاء الثورة _ سابقا _ على فتات السلطة المنقوصة ويسفكوا دماء الشعب المسكين في معارك دامية على مشاريع صغيرة غيبتهم عن مشروع نهضة الوطن المنشود, ووضعتهم في خانة سوداء في قلوب أهل اليمن وقائمة الإرهاب العالمية ؟؟
وماذا لو اكتفى الحوثي بتحقق مطلب الشعب بتخفيض الجرعة وتغيير الحكومة ناسبا هذا المنجز السياسي له, وسجل نقاطا عالية على خصومه ولم ينزلق في شراكهم ويخسر هذا النصر السريع الحدوث والزوال معا ؟؟
أخيرا:
ماذا لو حدثت معجزة ونلت فرصة للهجرة من هذا الوطن المنكوب وفارقته عقدا من الزمن, لعله يكون كافيا لشفاء القادة والأتباع من غبائهم السياسي الذي يهرول بنا جمعيا نحو الهاوية؟!!