صراخ ينبعث من البيت: النجدة.. النجدة.. فأر في البيت.. فأر في البيت!! تمتد يد من الخارج وتدلي بقط من النافذة قال صاحبها: الفأر يخاف من القط.. يهرب الفأر, وبعد برهة يعيث القط في البيت فسادا؛ فيعاود أهله الصراخ والاستنجاد: النجدة قط في البيت..!ويمد آخر يده مدليا لهم بكلب قائلاً: لا بأس.. لا تهتموا, القط يخاف من الكلب!! ولا يمر وقت طويل حتى يعاودون الصراخ بعدما عاث الكلب في البيت فسادا: النجدة كلب في البيت.. لا تهتموا إليكم بفيل فالكلب يخاف من الفيل.. يحشر الفيل في البيت حشرا فتكاد أركانه تتهاوى فينبعث صراخ الجميع: النجدة الفيل سيهدم البيت!! يضحك أحدهم من خارج البيت ويدلي لهم بالفأر قائلاً: هاهاها هذا فأر والفيل سيهرب من الفأر!! وتنتهي القصة الهزلية, التي تابعناها مرارا في مشهد كرتوني ونحن أطفال صغار في مسلسل "افتح يا سمسم"!! كنا حينها نضحك كثيرا من غباء أهل البيت, ولم يدر بخلد أحدنا أن هذه الهزلية الكرتونية ستغدو واقعا لوطننا نعيشه في شبابنا!! الرئيس هادي يخرج من كهف صمته الطويل ليقول بلغة تقطر أسى ومرارة: المؤامرة كانت كبيرة وتجاوزت حدود الوطن!! فهل فأر أم قط أم كلب أم هو فيل؛ سيهدم البيت على ساكنيه؟؟!!
في نهاية المشهد يعاود المنقذ المجهول المجيء لأهل البيت بحل عبقري ويرجع لهم الفأر؛ فيعودون مجددا للصراخ والاستنجاد بالخارج..!! المشهد كان يبدو لنا ونحن صغار ممتعا مضحكا ومسليا..! لم نكن نرهق عقولنا الصغيرة وقتها بفهم مغزاه, لكن الواقع المشابه اليوم ينسل في قلوبنا بسرعة كخنجر ساخن أذهل العقل و أربك الفكر, غير أن الحزم يدعونا بصوت عال للتيقظ واستدراك الفارط, واستلهام المخرج من داخل قلوبنا الملهمة بحب الوطن, والمترقبة بتوثب مصيره القادم المحفوف بغيوم المجهول..!!