في ظل هذه المرحلة الهامة نسمع أن هناك تشكيل حكومة جديدة يطالب بها جميع أبناء الشعب اليمن الذي أثبت حتى الآن أنه أكبر من النكبات والمصاعب رغم ما حل به من مصائب سابقة ولاحقة وتحديات وأن روح الخير ما زالت تختلج فيه والشعور بالتضامن والتكاتف الذي كان من مميزات ماضيه, مازال أيضاً سمة بارزة في حاضره وليس أدل على ذلك من التجاوب الكبير الذي أبداه اليمنيون في الكثير من المواقف الصعبة, إنه الإنسان اليمني في حقيقته وأصالته وكما الدولة عاكفة الآن بتشكيل حكومة جديدة فإننا نطالبها بوضع معايير من حيث الكفاءة والنزاهة والأمانة والصدق والإخلاص للبلاد والعباد..
أثناء اختيار الوزير لا نريد عودة المحاصصة التي أخربت البلاد بتعيين وزراء غير جديرين لشغل منصب وزير غير كفؤ يفتقر الكثير من المواصفات التي يجب أن تتوفر وتراعى عند تشكيل الوزارة يجب أن يكون على أسس ومعايير أهمها:
1.المؤهل العلمي والخبرة العلمية وممارسة العمل السياسي إلى جانب الصفات الشخصية, مثل طهارة اليد وعفة اللسان, لديه الإمكانيات التي تؤهله أن يقيم جذوراً من التآلف والتفاهم دون التباعد والعزلة, كما يجب أن يكون إلى جانب ذلك أن يكون متوسط العمر مقبولاً لا هو كهل كبير السن ولا بالشباب المتحمس الذي ينقصه النضج..
2.لا يجب أن يكون الوزير الجديد في تلك التشكيلة الجديدة من ذوي الفكر الشمولي أو الفكر الاشتراكي المتطرف أو غير ذلك من الأفكار التي لا تتناسب مع المرحلة الجديدة المقبلة, لا يجب أن يكون الوزير الجديد من لا يؤمن بالديمقراطية الكاملة والحرية من أوسع معانيها.. سياسياً صاحب خبرة خلاقاً ومبدعاً حتى يستطيع أن يجدد ويبتكر في وزارته, وأن تتوفر لديه الخبرة والثقة.
3.لا بد أن يكون سياسياً لديه رؤية سياسية واضحة تساهم في أن تقف اليمن على قدميها وتخرج من محنتها ومشاكلها الكثيرة.. والبعد تماماً عند اختيار شخصها لمنصب الوزير وغيره من المناصب القيادية ـ بعيداً عن المحسوبية والمحاباة. كما يجب أن يكون شخصية عامة ولديه مصداقية لدى قطاع كبير من الجمهور, كفانا من نكبات ومخازي المراحل السابقة حيث كانت تلك المراحل تحتمل اختيار شخصيات غير كفؤة ولا معروفة..
4.يجب أن يكون الوزير الجديد شخصية غير تصادمية قادراً أن يكوِّن مع زملائه فريق عمل على وجه الدقة, يتمتع بخبرة تنفيذية: إدارية ـ فنيةـ تخصصية, قبل أن يكون رجل سياسة. أن يكون صاحب قرار؛ يعمل على إطار سياسة قادرة على تفهم الجوانب السياسية, وأن يتمتع برؤية مستقبلية بعيدة المدى وإلا يكون شخصية مادية.
5.يتمتع بمواصفات, الخبرة والثقة, والبعد السياسي والكفاءة.. كما أن يكون ذا فكر متجدد وقوة ناهضة ومتدفقة.. نظيف اليد, سجله طاهر وشريفاً وكفؤاً في عمله يتمتع بثقة الشعب قبل الحاكم, أن يكون متميزاً في العمل بالمجال الذي سيسند إليه, أن يكون فاهماً في المجال الذي يعمل فيه.
6.أن تكون لديه قوة تحمل وعطاء وإحساس بالمسئولية والعطاء, حمل كبير يحتاج إلى وقت وجهد.. كما أن لديه روح عالية يتقبل العمل العام لا بد أن يتعود على النقد ويقبله ويحترم هذا النقد, ويتحلى بروح المسئولية ويؤمن أنه مسئول أمام الله والتاريخ والشعب وأمام نفسه لأن الشعور بالمسئولية هنا سبباً في حل الكثير من المشاكل..
7.يجب أن يكون مخلصاً ويعمل لإرضاء الضمير والناس, يكون على دراية بواقع المجتمع, كما يحب أن يتميز بالصدق والمصارحة إذا كانت هناك عقبات أو مشالك, يكون لديه صدر مفتوح لقبول النقد إذ لا يمكن أن ننتقد الوزراء والوزراء بكل أسف أذن من طين وأذن من عجين.. نحتاج لوزراء ينتمون للشعب, يعرفون أن الشعب يعاني من أشياء كثيرة في مقدمتها صعوبة العيش, كالغلاء, وعدم توفر الأمن الاستقرار والمحسوبية, والإضاءة كهرباء "طفي, لصي" والفساد والرشوة..
8.أن يراعي كل وزير ومسئول تطبيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الوساطة لأن بلادنا تعاني من هذا المرض الخطير الذي تفشى بتعيين الأقرباء والمعاريف وهذا سبب حقد الكثير من الناس من الغلابى وإحباطهم.. أن تكون لديه دراية كاملة عن طبيعة عمله, لا بد أن يكون لديه إحساس بالكرامة وعزة النفس وليس مجرد وزير "كل شيء تمام يا فندم". لا بد أن يكون وزيراً مشاركاً فعالاً في الحكم شجاعاً قادراً على إبداء رأيه لأيٍ من كان, والاختلاف معه دون أن يؤدي هذا إلى تقليل فعالية الحكم..
9.يجب أن يكون وزيراً متحركاً بعيداً عن التقارير. أن يضع نصب عينيه مصلحة الوطن أولاً وقبل كل شيء.. يقيم علاقة مباشرة مع الجماهير بعيداً عن التعقيدات البيروقراطية التي تعوق التقدم والتنمية.. وزيراً حازماً يشعر الجميع أن هناك يداً قوية تسير دفة الأمور.. يحاسب المقصر يعطي كل ذي حق حقه.. يضيف ويبدع ويبتكر حتى تكون له بصمة واضحة.
10.ينبغي أن يتحلى بصفات من أهمها القدرة على الاستفادة من كل شخص من أجل التفتح على الأفكار الجيدة بدلاً من ادعاء معرفة كل شيء.. كفؤاً يفهم طبيعة عمله والقدرة على الإدارة بالمضمون والهدف وليس القانون واللائحة فقط.. أضف إلى ذلك أن المعايير الأخلاقية أهم شيء فمن يفتقد الخُلُق لن تتوقع من أي نتيجة مشرفة.. وزيراً بسيطاً بعيداً عن الترف والمظاهر الفجة حتى لا يشعر المواطن بفجوة كبيرة بينه وبين الوزراء.. تلك الصفات سوف تجعله يصبح وزيراً ناجحاً.. وأن يكون وزيراً جاداً يبتعد عن التهريج السياسي وأن يراعي الله في تحمل المسئولية بها وأن يعرف أن المنصب ليس مغنماً ولكن مسئولية كبرى أمام الله..
