صنعاء لم تسقط في يد مليشيا جماعة الحوثي، وهي عصية على السقوط في أيديهم، وهم أحقر من أن يبتلعوها ويستولوا عليها، فهونوا على أنفسكم أيها المسكونين بهاجس ورهاب الحوثي.
وللتحقيق فإن ما حدث محض مؤامرة، وانقلاب مهين ومكشوف سقطت فيه الدولة، وتم تصفية الثورة، والقضاء على وإقصاء ما يسمونه بالقوى التقليدية وهم:
- الإسلاميون بكل فصائلهم.
- القبائل الموالية لهم.
- الضباط الأحرار الممانعون للارتهان للخارج.
- التجار والإعلاميون والناشطون الوطنيون، بأدوات وأطراف محلية شاركت في الجريمة ممثلة بـ(الرئيس السابق علي صالح وحزبه المؤتمر وجناحه وأدواته العسكرية، وجماعة الحوثي ومليشياتها المسلحة، وجمهور من تيار الليبراليين وبعض الأحزاب الشيعية واليسارية، بتواطؤ وتنسيق مع مؤسسة الرئاسة وقيادة الجيش ممثلة بالرئيس هادي ووزير دفاعه) مسنودين بتغاضي المبعوث الأممي جمال بن عمر والدول العشر الراعية للتسوية السياسية، وبرعاية أممية وإقليمية ودولية، وبتنسيق داخلي وإقليمي ودولي مشترك مع إيران، وتمويل إقليمي سخي من دول الجوار.
وكان المخطط وفحوى المؤامرة يقضي بدفع الإسلاميين إلى رحى الحرب ومواجهة مسلحي جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، وفي المقدمة التجمع اليمني للإصلاح، والفرقة الأولى مدرع، وحلفاء اللواء علي محسن، وآل الأحمر الذين يعتقد أنهم من سيواجهون في الميدان، وسيستنزفون في معركة تؤدي إلى القضاء عليهم في نهاية المطاف عسكرياً، ومحاكمة من تبقى منهم ثوريا".
فلما عجزت جماعة الحوثي عن تحقيق ذلك بمفردها وبمساندة من ذكر عن القيام بالمهمة نظراً لتوافر عناصر القوة والممانعة والمقاومة التي تصدت له أول الأمر متمثلة بقوى الاصطفاف الوطني واللجان الشعبية، جرت المفاوضات بينه وبين الرئاسة وبوساطة المبعوث الأممي، وبتواطؤ ورعاية من ذكر.
وتم الاتفاق والتنسيق مع أغلب جميع وحدات الجيش بالاشتراك المباشر في المعركة، والتوجيه بقصف الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان، وكل نقاط المقاومة في العاصمة، وتم التوجيه بالتعاون والتنسيق مع جماعة الحوثي وفعلاً تم لهم ذلك .
ولما رأت قوى المقاومة والمدافعة عن الدولة والجمهورية ونظامها بأن مؤسسات الدولة تشترك مع الحوثيين في هذه الحرب القذرة آثرت الانسحاب بأقل الخسائر الممكنة.
وكان على الحوثي استغلال هذا الانسحاب والتوجيه السابق لوحدات الجيش بالتنسيق معه فعمل مع ضباطه وجنوده على إسقاط هذه المؤسسات والسيطرة عليها من قبل ميلشياته، ليحقق بذلك أهدافه منفرداً.
وهنا كان وقع الصاعقة كبيراً على حلفائه في الداخل والخارج الإقليمي والدولي، ولسان حالهم يقول: نحن دعمناك لإسقاط الخصوم وليس لإسقاط الدولة.
ولسان حال الحوثي يقول: وظفتكم لمشروعي ولست موظفا لديكم، ومازال الخلاف قائما ومحتدما" بينهم حتى كتابة هذه السطور، وثمة فصول وأحداث ساخنة ستكشفها المرحلة القادمة.
حفظ الله اليمن من كيد الكائدين ومكر الماكرين.
سلمان العمَّاري
ما الذي حدث في صنعاء..؟! 1256