سيحتفل قريباً اليمنيون والمسلمون في بقاع الأرض بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا جميعاً باليُمن والبركات.. يوم العيد ستمتلئ القلوب بالغبطة والسرور فوق كل ما من شأنه إثارة نوازع الشر وأن نتصالح مع أنفسنا والمحيطين بنا قبل أن نرفع أكفنا بالدعاء والابتهال لخالق الكون على المضي قدماً باليمن كله إلى الأمام صوب تحقيق متطلبات واستحقاقات وتطلعات أبنائه في وطن خال من كل أشكال العنف والإحتراب والتخريب والإرهاب والفوضى، يمن آمن واستقرار وطي صفحة الماضي وتشمير السواعد للتنمية والبناء والنهوض الحضاري الشامل.
وبما أن الأمر كذلك لماذا لا يكون العيد نقطة التقاء وتقارب بين الفرقاء المتصارعين المختلفين على الساحة اليمنية لكي يجعلوه بداية مصالحة وطنية تجنب اليمن وشعبها ويلات كثيرة وفوضى عارمة لا يعلم إلا الله عواقبها؟..
لا أحد ينكر أن الشعب اليمني يتوق إلى الأمن والاستقرار والسلام والتوجه صوب بناء اليمن الجديد المبني على العدالة والمساواة والوئام بين كافة مكوناته.. ظروفنا اليوم تستدعي الحلول يجب توقيف كل خائن ومخرب لليمن ومحاسبة كل باعث على التوتر والتململ من كثرة الصياح والفوضى والتراشق والاختلاف بين أطياف ومكونات السياسة اليمنية، وبلغنا حداً كشف عن عدم قدرتنا على تهيئة المناخ المساعد على الوصول للحدود الدنيا من التوافق والاتفاق وعدم تسجيل نقاط إيجابية تمنحنا الثقة في توجهنا على الطريق الصحيح بعد الثورة.
فالشاهد أن السياسة اليمنية في حاجة إلى توجه تسير مع المواطنين في الاتجاه الصحيح بعد أن حرفتها تلك المحاصصة المريبة العجيبة وما يغضبك حالياً أننا نفتقد الاجتماع حول هدف قومي يقاتل الكل لإنجازه، فالمطامع الشخصية المحدودة الأفق لها الأولوية والخطوة.
إن العيد فرصة ذهبية لمراجعة النفس بصدق وتجرد وتغليب نزعة الخير وتحطيم الفواصل والحواجز العائقة لالتفافنا حول كلمة سواء تأخذ بيد الوطن المنهك المشوش لبر الأمان والاطمئنان، فهل يصعب على اليمنيين أصحاب الحضارة والحكمة اليمانية العريقة أن يجعلوا من عيد الأضحى بوابة للمصالحة؟. بالتأكيد هم قادرون على فعل ذلك شريطة أن تصفوا النفوس وتقدم المصلحة العليا للبلاد على ما عداها ونحن منتظرون.. الله يوفق الجميع لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد.. آمين.
أحمد عبدربه علوي
لنجعله عيداً للمصالحة 1156