»لا صديقاً تسر« ولا عدوّ سيجني منها ثمار سوء ما حاك، هي الأوضاع في اليمن من سيئ إلى أسوأ، في ظل غياب الدولة وسيطرة المسلّحين، لا سيّما على العاصمة صنعاء، في مشاهد من شأن استمرارها تعبيد الطريق إلى ما لا تحمد عقباه. لقد رسم الحوار الوطني معالم الطريق إلى الاستقرار المتمنى، بما يحفظ الوطن ويعطي كل مكوّن حقه في السلطة والثروة مجتمعتين، وهي مكاسب ينبغي أن يعض عليها الكل بالنواجذ، فلا يظنن ظان أنّ الفوضى التي يسعى لها البعض ستحقّق مكاسب لأحد، والخاسر الأكبر هو اليمن وشعبه الذي صبر في انتظار حصاد ثورته ومازال ينتظر.
وقّع الفرقاء اتفاق السلم والشراكة، وأتبعوه بمحلق أمني، ولم ينفّذ الحوثيون الانسحاب من العاصمة الذي تعهّدوا به، بل تمدّد نفوذهم للاستيلاء على كل منشآت الدولة الاستراتيجية على امتداد البلاد، وهي ممارسات من شأنها تقويض سلطة الدولة ونشر العنف والفوضى، وهو سيناريو سيدفع ثمنه شعب اليمن الشقيق، الذي دفع فاتورة الخروج من النفق، ولكن البعض أبى إلّا أن يحقّق ما توهّم أنّها مكاسب على أكتاف هذا الشعب وعلى حساب استقراره.
قال الشعب كلمته حين خرج في تظاهرات عارمة تجاوزت الخوف، مطالباً بخروج مسلّحي الحوثي من العاصمة، وقال الإقليم والمجتمع الدولي بأكمله ألّا شرعية إلّا شرعية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومقرّارت الحوار الوطني على هدي المبادرة الخليجية طريقاً وحيداً للخلاص. لابدّ من الإسراع في تعيين رئيس الوزراء الجديد، وفق ما نصّ اتفاق السلم والشراكة من معايير، حتى يتسنّى تنفيذ كامل بنود الاتفاق، وعودة الأمن وقبضة الدولة على الشارع والمؤسّسات، وعودة صنعاء إلى أهلها بعد فاصل من الفوضى.
مسيرة بناء طويلة تنتظر اليمن وتحتاج كل أبنائه مشاركين أصيلين، مستوعبين خطورة المرحلة وصعوبة التوقيت وكثرة التحدّيات، إنّه أوان تمييز من يريد تحقيق أهداف شخصية لن تسمن أو تغني من جوع، ومن يريد مصالح شعب وأمّة يتوق أبناؤها إلى اللحاق بركب الأمم المتحضرة.
عن البيان الإماراتية
رأي البيان
اليمن.. مشاهدُ لا تسر 1120