;
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء

محمد عيدروس..ذكرى الشوق والحنين!! 1219

2014-10-17 12:03:18


امتطيت قلمي ورجوته أن يضطجع على أوراق مذكراتي وأن يخط ما يعتمل في النفس ويختلج بين حنايا الروح من حنين وشوق لك في ذكرى رحيلك الثانية عن الوجود إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى, رجوته وإن أذرف دمعات الحنين الذي تقلبه بين أكفها لحظات الشوق منذ أن غدى رحيلك عن عالمنا ووجودنا حقيقة (حتمية) كلنا تمنينا أن لا تغدو هكذا, ليس اعتراضا على أقدار الله ولكن (لحجم) ذلك الحب والود والإجلال الذي يسكن سويداء قلوبنا لك ولشخصك ولأخلاقك ولحسن سجاياك..

تساءل قلمي مراراً وتكراراً بأي لغة أكتب وأي عبارات أخط, ففي مثله (يتخثر) الحبر (وتثكل) الكلمات (وتعجز) الأنامل أن تمتطي القلم, حتى الأفكار ذاتها (تتشتت) والأحاسيس تتبلد, والمشاعر تتعطل, وحينما تفكر أن تخط (حلو) الكلام, أو شيء من مكنونات النفس ولواعج الروح يجب أن تدرك أنها ستخط عن إنسان بحجم هذا الوطن المترامي الأطراف (على الأقل بالنسبة لي أنا) وأنها لن تكون بحجم أخلاقه وحسن سجاياه ودماثته ورجاحة عقله وحنكته وابتسامته التي كانت تأسر القلوب وتسبي الألباب (وبحة) صوته التي كانت تحمل معاناة وهموم أبناء مدينته ووطنه.. رحمه الله..

محمد عيدروس.. في ذكراك الثانية لرحيلك.. لا أدري عن ماذا أخط أو عن ماذا أكتب, هل عن ذلك الشوق الذي يمزقني كما يمزق الكثيرين ممن سكنت سويدائهم وتربعت عرش قلوبهم وأجبرتهم بأخلاقك وتفانيك وصدقك وإنسانيتك أن يحترموك (ويبجلوك) ويقفوا احتراما وإجلالا لك, وليس بالعنجهية أو الغطرسة أو التعالي أو الخوف المصطنع والحرص الزائف الذي تلاشى مع مرور الأيام وانكشفت حقيقة أصحابه حينما لم يكن همهم وطنهم وأهلهم ومدنهم..

لست أدري بالضبط عن ماذا أخط, فالمتغيرات (كثر) والمفارقات (كسيل) عرمرم جرف في طريقه كل شيء ولم يبق منها سوى الأطلال حتى الأخلاق والمبادئ هي الأخرى تبخرت واضمحلت وباتت في (خبر) كان, ولم يعد لها في دواخل البعض أي وجود أو مكان وكأنها موسمية أو مصطنعة للضحك بها على الذقون أو لنيل المطالب وبلوغ الغايات والأهداف, بغض النظر عن الصلاح والاستقرار والعدل والمساواة والأمن والأمان..

أم أخط عن النائحين والنائحات كبارا كانوا أم صغارا شبابا أم ( عجزة) الذين يندبون وينوحون على تلك الهامات التي كنت أنت ( هرمها) والتي شاءت أقدار الله أن تحلق أرواحها في فضاءات الكون الفسيح سابحة إلى بارئها بعد أن قدمت الغالي والنفيس من أجل أن ينعم (هؤلاء) بالسكينة والأمن والأمان, ولم تبخل بشيء, ولو أعطي لها ( عمرا) آخر لهبت من مضاجعها (لنجدة) ونصرة المظلومون في أي مكان كان, غير مبالية ولا مكترثة بأي شيء, فما يهمها هو أن تصدق مع الله (وتتقيه) في تلك الرعية التي استرعتها..

أم أخط عن تلك الأقنعة (الزائفة) التي تساقطت (بعيد) رحيلك ( وكشرت) عن أنيابها وظهرت حقيقتها التي أخفتها خلف (رتوشات) تجميليه كاذبة زائفة أرادت أن (تتلبسها) حتى توهم الآخرين أنها على ذات الدرب وذات الطريق وذات النهج وذات المسار ولن تحيد على الطريق, وهي بعيدة كل البعد عن منهاج من (صدقوا) مع الله ومن (خرجوا) لله ولم (يسيل) لعابهم (لريالات) أو (تزغلل) عيونهم (لهبات) أو تشترى ضمائرهم مقابل ( مناصب) أو حطام الدنيا..

حقيقة لست ادري فما يعتمل في حنايا النفس وفسيفسا الروح ربما لن يكفي لأن يخطه حبر قلمي على هذه السطور الخرساء, وسأكتفي بمشاعر الشوق الملتهبة, وذلك الحنين القاتل لك ولتلك اللحظات الجميلة التي جمعتنا سويا.. رحمك الله أستاذي محمد وأسكنك الله جنات الفردوس..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد