ويسألونك عن تعز, قل إنها قمرٌ.. تدثر بالدماء وبالسحاب.. هي لا تزال عصيةً, كالموت في زمن الغياب.. أبيةً كالسيل في وادي الضباب.. تعز تبرق كالشهاب.. تعز يهطل غيثها المبروك في كل الشعاب.. ماذا يريد الظالمون الحاقدون الواهمون في الصلو أرواح ترحّب بالمنايا لاتَهاب.. في سامع الغراء أرتال من الأبطال تخترق العباب.. يا شرعب الأحرار طار صوابهم غابت ملامحهم, عفنت بقاياهم لم يبق من صرخاتهم إلا السراب.. للموت في الساحات بابٌ وللمُنَى في خافقي مليون باب.. أخشى عليك العينَ, إنَّ العـيـنَ تــأكلُ كالذئـاب.. بـين المآذن و السماء خيوطُ أنوارِ الكـتـاب.
تعز اليوم تتحدث للجميع لشركاء المؤامرة التي تهز اليمن.. تعز تعتذر للرئيس تعز تعتذر للوزير تعز تعتذر للمسؤول: عفواً الحوثيين لن يدخلوا تعز.. تعز ستبقى رافعة الرأس شامخه لا يعتريها أي توظيف سياسي لحسابات شخصية تسعى لتفقد ود التعايش والمحبة والإخاء بين ابناءها تعز تعتذر فاقبلوا عذرها لأنها تأبى مع تأكيد مطلق تقبيل الركب والانحناء والتمييز تعز ترفض منطق الساده والعبيد كل ابناءها سواسية وها هي اليوم بمنعها دخول الحوثيين أراضيها تؤكد لكم ذلك.
تعز هي عاصمة محافظة تعز اليمنية وهي مدينة في مرتفعات اليمن الجنوبية، تقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر. ظهرت بهذا الاسم في المصادر في أواخر القرن السادس الهجري, الثاني عشر الميلادي مقترناً ذكرها بوصول توران شاه الأيوبي إلى اليمن سنة 1173م، على أن تعز كانت موجودة قبل ذلك، بدليل أن توران شاه رتّب فيها أميراً ينوبه مثلما صنع مع زبيد وعدن وكانت من أجمل المناطق في شبه الجزيرة العربية وعندما احتلها أتاتورك وأسر قائدها قال قائدها بيت شعر وهو: ( تعز علينا أن نفارق عدينة وأدمعنا تجري من غير ما ندري ) فظن أتاتورك أن اسمها تعز فأطلق اللقب عليها.
ومدينة تعز القديمة تقع على مشارف قلعة القاهرة، والمنحدرات الشمالية من جبل صبر، وتُعد مدينة تعز التي عرفت قديماً (بعدينة) عاصمة دولة بني رسول، حيث بلغت في عهدهم أوج ازدهارها في القرن 14 ميلادي.
ويحد محافظة تعز من الشمال والشمال الغربي محافظتي إب والحديدة ، ومن الجنوب خليج عدن ومحافظة لحج ، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق والشمال الشرقي محافظتي لحج و الضالع ، وتقوم المدينة باستغلال وتوظيف الإمكانيات التي وفرها لها موقعها الطبيعي وما تأتّى عنه وترتّب عليه من نتائج وعلاقات اقتصادية واجتماعية في تطورها وازدهارها وكان عاملاً أساسياً لمسعى الحوثي في الإمساك بزمام وأوراق هذه المحافظة العملاقة بمواردها الطبيعية وقبل ذلك البشرية التي تقف حائلاً أمام التمدد الحوثي بثقافتها وعلمها وزهدها وإدراك أبنائها لمدى التمدد الحوثي ومقاصده الدنيئة, فكانت بكل تلك العوامل باباً موصداً في وجه التمدد الحوثي بشقيه العقدي والمسلح, تمتلك محافظة تعز شريطاً ساحلياً طويلاً يمتد من باب المندب جنوباً حتى شواطئ الملك والزهاري شمالاً, فهي ذات أهمية بالغة بالنسبة لعملاء إيران, لكن العقلاء والعارفين كُثر, خصوصاً في مدينة تعز قلعة العلم والثقافة التي لا تماثلها مدينة أخرى حتى بمحيطها العربي, فتكون هدفاً بعيد المنال لن يستطيع الحوثيون الوصول إليه حتى وإن بذل الجهد كما هو الآن؛ لأن مدينة تعز بناية حديدية لا يمكن اختراقها كما حصل في صعدة وعمران وحتى صنعاء لنسبة الثقافة الهشة لدى القبائل وبعض المناطق الأخرى التي لم ترَ عين الشمس بعد, فهي تعز ملكنا وستبقى وستكون النقيض للمشروع الإيراني ومنها سوف تنطلق شارات التحرير والعز والإباء وستثبت ذلك الأيام واجيال تعز الحرة هي التي ستتحرك لنشر ثقافة الحرية وثقافة المعتقد وثقافة بناء الذات للإنسان كي لا يكون صيداً سهلاً لأصحاب المشاريع الذين يصولون ويجولون هذه الأيام ببندقية الجهل بعض مناطق اليمن في إطار تغيير واقع وثقافه وهو ما رفضته مدينة تعز؛ مدينة الحرية والأحرار ولكونها هامه فهي ليست بحاجه إلى إي مشاريع مسلحه خارج إطار الدولة, فكان موقف اللواء الصبيحي موقفاً رجولياً وبطولياً أثبت بموجبه مدى القيمة الحقيقية للبزة العسكرية التي يرتديها رجل الأمن والجيش وكان ايضاً موقف أبناء تعز موقفً مشرفاً يحسب لهم ويدون في انصع صفحات التاريخ وهي تعز تلكم القلعة الشامخة التي لا ولن تنكسر أبدا تبقى حاملة الهدف والمشروع وثقافة الحق مهما حالت الأحول في محيطها ...فهي الحسناء وستبقى جميلة كما قال الشاعر:
وتعز تبقى تلكم الحسناء ذات السحر فاتنة الجمال
غيداء كم حاول الأوغاد تشويه الخدود بجرمهم
لكنها تبقى متوّجة بتاج النور يا ذات الدلال
آه تعز
لعيونك العسلية ألف قصيدة
ولروحك الصبرية الصبر المضمخ بالنضال
ولكفك الحبشي قصة أمةٍ
تحكي البطولة والكرامة والشهامة والسجال
ولقلبك الحجري دهر ثقافة كُتبت على صفحاته
جيل تربى بين ساحات القتال
هي لاتزال
عروسة النعمان تزهو بالمشاقر تُفطر بالبلس
هي لا تخاف مهما طغى قيران أو صرخ الفرس
هي في القتال أسد هصور
في النزال
وحين يحتشد الجمال بروحها تهفو إلى أحضانها
دفء على القلب المسجى في برود الغلس
في الحالتين جميلة وقوية
أي المدائن مثلها
لن يقصفوا أحلامها
لن يقتلوا تاريخها
الفجر يشرق في نواحيها خيوط الشمس تستجدي منها النور من جنباتها
يا نورها الميمون عذراً إن تقاعس خائنُ مأفون
أو وغدٌ خنس
والسلام..
عمر أحمد عبدالله
عفواً..ثقافة تعز لا تسمح بدخول الحوثيين!! 1666