بأيدينا ضربنا السياحة في مقتل.. وأدخلناها في غرفة العناية المركزة.. وجلسنا جميعاً حولها.. منا من يدعو لها بسرعة الشفاء ومنا من يلطم الخدود ويتباكى على عزها.. والسائح لن يجيء يا "خُبرة" إلا إذا أعدنا ترتيب البيت من الداخل.. وترتيب البيت يبدأ بتطهيره وتجميله.. تطهيره من الذين خربوا البلاد وعكروا صفو أمنها واستقرارها.. تطهيره من الذين طغوا وبغوا.. أمراء يأكلون الكباب.. ويعبثون بمقدرات هذه البلاد التي تكالبت عليها النكبات والمحن "أزمة وراء أزمة" منذ أكثر من خمسين عاماً..
يا أهل اليمن ماذا أنتم فاعلون؟! لقد صمتت القوات المسلحة "شرطة وجيش" وبدأت المواجهة. وشيخ العرب وحده ليس يكفي.. بمعاونتكم يكتمل.. كم بغت الكوارث الطبيعية والقبلية والسياسية والأمنية عليكم وجارت.. ونتيجة لأسبابها تحملتم الكثير من المصاعب والمشاكل.. يا أهل اليمن هذه بلدكم تناديكم فلبوا دعوتها.. وهبوا لتخليصها بأيديكم وألسنتكم وبقلوبكم وأطلبوا من الله العفو والغفران والرحمة والنصرة على القوم الفاسدين والمخربين الإرهابيين.. لأنه وللحق نقول أرثي لحالة السياحة في بلادنا وأتعجب بماذا أقارنها بحال السياحة في البلدان الأخرى التي تماثلنا في المستوى, فأجد حالها أحسن بكثير ودخلها من السياحة يوازي ما نملكه نحن بل أن بعضها لا يملك شيئاً على الإطلاق ولكن يوجد عندها توفر الأمان والاستقرار لا توجد بنادق ولا بندقة.. ليس كما بلادنا الغارقة بالتخلف والحروب, نعاني من مشاكل كارثية لا تنتهي كالاختطافات والمغالطات من قبل سيارات الأجرة وسيارات قديمة "وسخة" واستغلال من قبل أصحاب المحلات التجارية الكثير من هؤلاء السياح لا يشعرون بالأمن والأمان يخافون من الاختطافات وصعوبة الانتقال إلى الأماكن السياحية لوعورة الطرق وعدم نظافة السيارات التي لا تعطي الشعور بالأمن..
والكارثة الأخرى نلاحظ المرشد السياحي وهو يشرح للسياح وفمه معبأ بالقات ومنظر التخزينية "المعمرة" بالقات تجلب منظراً مقززاً لسامعيه من السياح أثناء قيامه بالشرح للأماكن الأثرية. فهل هذه السياحة يا سيادة الوزير "المختص عن السياحة"..
وهل ترضى أن يكون لدينا خمس آثار العالم ومناخ رائع على مدار السنة وشواطئ ساحرة ولا نحافظ على هذه النعمة التي منحها الله لنا..
إنها مجرد تساؤلات أو نفخ في قربة مقطوعة؟. أقول بهذا الكلام مراعاة مني من أن السياحة تعتبر إحدى الركائز الأساسية لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية, كما تعتبر السياحة صناعة حساسة بالغة الحساسية تعتمد على نوع الخدمات يحصل عليها الزائر الأجنبي في بلد أجنبي أو بعيدا عن أهله ووطنه لا تحميه غير القوانين السائدة في هذا البلد وجو الطمأنينة والاستقرار الذي يحيط به, وهذا الشعور بالاطمئنان والحفاظ على السلامة والحرية الشخصية يحسه السائح في قراراته من المؤشرات المحيطة به ومن تعامل الناس معه ومن السرعة التي تتحرك بها الأجهزة المسئولة عن حمايته دون حاجة إلى الإعلان عنها أو الطنطنة بها.
وفي هذه الحالة لا بد من اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة لحماية السائحين وتواجد الأمن والأمان في المناطق السياحية..
أحمد عبدربه علوي
السياحة..بصراحة!! 1234