تحاول الحركة الحوثية التمدد شمالا أملآ في الوصول إلى درجة أحكام القبضة على كل محافظات الشمال معتمده في ذلك على خارطة التوسع الزيدي الممتد تاريخياً والذي يصل من منطقة شمال الشمال حتى منطقة سُمارة بـ"يريم" محافظة إب.
ومن سُمارة تبدأ منعطفات الصعود والهبوط في المد الحوثي تماماً كمنعطفات نقيل سمارة ذاته حيث تمثل محافظات كصنعاء وعمران وذمار وصعدة وأجزاء من حجة حاضناً اجتماعياً بشكل نسبي يمثل غطاء ظهر للحركة الحوثية يحمي تواجدها وهو ما يفسر سرعة الانتشار والسيطرة بهذه السرعة , إضافة الى عوامل التسهيل من قبل الدولة ومن حزب المؤتمر وهو ما يعني عدم توافر الأسباب المذكورة سابقاً على المناطق الأخرى الرافضة للوجود الحوثي كـ"تعز وإب و البيضاء" ومن قبلهم الجوف و مأرب ' والجنوب الى حد ما.
ومن باب التحليل الديموغرافي السكاني لهذه المناطق نجد مميزات اجتماعية مختلفة عن باقي المناطق المذكورة والمسماة بمناطق هضبة ( شمال الشمال) حيث تمثل تلك المميزات بيئة اجتماعية ثقافية غير قابلة لفكرة ومعتقدات الحركة الحوثية التي تعني اصطفافا جهويا مناطقياً يفسر ظهور موجات الرفض وعدم القبول الشعبي والاجتماعي لها وبما يمثل تحدياً كبيراً لها في التواجد في بيئة اجتماعية طاردة, ترى في هذا الفكر نكوصا وارتداداً على مقومات الدولة اليمنية والمشروع الوطني الجامع وهو ما يعني أن هذا الفكر معتقدٌ دخيلٌ على منطقة تمثل مصدر إلهامٍ لمشاريع التغيير اليمنية على مر العصور وهو ما يفسر انكسار الدولة الإمامية التي تمدد حتى تصل الى حدود تلك المناطق لتبدأ دورة الانكماش والتلاشي.
فلذلك نلحظ تبلور عوامل الرفض المجتمعي للفكر الوافد علي صيغة تحركات اجتماعية قبلية و شعبية و حتى رسمية نوعا ما قد يجعل استقرار تلك المناطق على فوهة بركان بردود أفعال لا تخدم السلم الاجتماعي وهو ما ينبغي على السلطات المحلية بهذه المحافظات تداركه و أن لا تتورط بتكرار سيناريو تسليم عمران و صنعاء لجماعات وافدة من خارج المنطقة بمسميات لجان شعبية وهو ما ينفي عنها هذه التسميات إذ لا هي شعبية كونها قادمة من مناطق أخرى, وليست لجاناً لأن الصفة الرسمية منزوعة منها وهو لو استمر فإنه سيمثل سوء نية مبيَّتة من الدولة لإيجاد صراع قد يُطيح بشرعية النظام الحاكم نفسه وقد يؤدي ذلك الى تبلور مواجهة شعبية لطرد هذه الجماعات ومعها ممثلي السلطات المحلية التي اقتصر دورها على توفير الغطاء الرسمي والسياسي لعصابات بتنصيب نفسها مكان الدولة.
لهذا ينبغي على المسؤولين فوراً سرعة تدارك الأمر وعدم إسقاط الواقع الذي نُفذ بعمران وصنعاء و ذمار على هذه المناطق التي لن تهدأ وهي ترى عودة النظام الذي ثار عليه الشعب بطريقة اصطفاف مناطقي جهوي بمسميات أخرى وهو ما لوحظ في التعيينات الأخيرة بصنعاء حيث بدأ النظام السابق بإنتاج نفسه ومثال ذلك تعيين المرافق الشخصي عصام دويد للرئيس السابق محافظاً لصنعاء وليعرف اليمنيين أن ما جرى هو ثورة مضادة لعودة النظام السابق بعد إزاحة الوجوه المحسوبة على الثورة من باسندوه إلى مدير أمن إب وغيرهما وهو ما سيشعل من جديد ثورة مكملة ظهرت بوادرها في الحديدة وهو ما يعني الدفع مجدداً بحركة الحوثي بجر أذيالها والعودة الى أدراجها ومعها النظام الهجين ممثلاً بالرأس الهادي الذي أصبح ملبوساً بِجِنِّ النظام السابق ولم يعد إلا جثة هامدة سوى من قرارات توضح أنه لم يعد رئيسا و إنما ديكورا بالياً لتمرير مشاريع و أدوار مكشوفة لمشاريع تنتمي إلى الماضي.
يوسف الدعاس
ماذا يجري في محافظة إب؟ 1520