دُعِيَ مجلس النواب للانعقاد اعتباراً من يوم الاثنين القادم ، جميل أن ينعقد المجلس ، ولكن مقترحي أن ينقل اجتماعاته إلى دولة جيبوتي أسوةً باللجنة المكلفة بإعداد الدستور التي انتقلت بكاملها إلى دبي، وكذلك يَنْقُل الأخ رئيس الجمهورية مقر عمله إلى أديس أبابا ومعه الأستاذ/ بحاح المكلَّف بتشكيل الحكومة ومعهم المستشارون ورؤساء الأحزاب وكل الموقعين على المبادرة الخليجية ، وتكون أوامرهم عبر الفاكس والتوجيه عن بُعد ، وبهذا سنكون أول دولة في العالم تدير أعمالها بهذا الشكل وسيكون لنا السبق في هذا الأسلوب المُبتَكَر ..
أعتقد أن قيادة البلد مع رؤساء الأحزاب إما أنهم قد كلسوا ووصلوا إلى الإفلاس التام ، أو أنهم خونةٌ مشاركون في كل ما أصاب الوطن من كوارث حتى وصلنا إلى انهيارٍ للدولة وعلى أبواب حرب أهلية ، ويتعاملون مع الحدث تعاملاً انتهازياً ولا يعطونه قدره وحجمه.
يا عُقلاء اليمن الوطن يتشظى بين أيدينا، والشعب اليمني لن يستطيع تحمُّل الشتات ، كما حلَّ بالإخوة السوريين والعراقيين واللبيين، ولن يكون هناك منتصر ، بل الجميع مع الشعب سيكونون مهزومين.
استشعروا أيها العقلاء ما سيحل بالأطفال والأعراض فضلاً عن الدماء وسحْقِ الكرامة اليمنية، نناشد السيد عبدالملك الحوثي وكل عقلاء الحوثيين أن يستشعروا ما سيؤول إليه حال الوطن ويتَّقوا الله في وطنهم وأبنائه وهم منهم ، أرجو أن يقتدوا بسيد شباب الجنة سيدنا الحسن بن علي سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وعن والديه ، الذي تنازل عن الإمارة حقناً للدماء المسلمة.
يا قادة البلد ويا قادة الأحزاب ضعوا النقاط على الحروف واتركوا اللهث خلف مصالحكم على حساب الوطن ، وصارحونا بما هو عليه الحال للدولة ، وهل لازالت دولة ولديها رئيس وقادة ، وأحزاب تعمل وفقاً للقانون، أم أننا أصبحنا على الهاوية, وأحزابنا بدلاً من أن تعمل على استعادة الدولة تناقش حصصها وعدد حقائبها في حكومة الخيال ، فإذا كنتم عاجزين والانقلاب قد تم بكل أركانه ، فلماذا تغالطونا ، وليشكِّل الحكومة من قاموا بالانقلاب ويتحملوا مسؤولية الدولة بدلاً مِنْ أنْ تبقوا أمام الشعب واجهة خادعة ليس لها من الأمر شئ ، كاشفوا شعبكم الذي تسلَّقتم على ظهره بدلاَ من الركون إلى الدول العشر وغلامها بن عمر ، فهذه الدول جميعها لا ترقُب في شعبكم إلاً ولا ذمة ، وهي التي أوصلتنا الى هذه الحالة, ساعدها في ذلك سياستكم العقيمة واتِّكالكم عليها وعدم المراهنة على شعبكم الذي أصبح آخر من يعلم .. أمَّا ما يجري في المحافظات فإنه فتنة كبرى, فهذه المحافظات ليست بحاجة لأن ترسل اليها مليشيات مسلحة ليس لها أي صفة شرعية ، ويكفي الطرف المنتصر السيطرة على الدولة في صنعاء .. يعلنون عن أنفسهم ، وستتبعهم هذه الأجهزة الموجودة في المحافظات دون الحاجة إلى استفزاز أبناء المحافظات بمليشيات مسلحة من خارجها.
أناشد الجميع أن يتقوا الله في وطنهم وشعبهم.
اللهم إن هذا الشعب يشكو إليك فساد القريب وخيانته ، وظُلمْ البعيد وغدره ، اللهم اجعل له من أمره مخرجاً رشداً.
محمد مقبل الحميري
مجلس النواب يعقد جلساته في جيبوتي! 1540