البحث عن وسيلة لرفع مستوى إنجاز العامل.. أضحى هاجساً يؤرق الكثيرين من أرباب العمل..
كيف يصبح الموظف أكثر إنجازاً, وأتقن لعمله, وأشد انتماءً لمؤسسته؟, كيف يغدو شغِفاً بما يفعله, ومتى يمكنه الاستيقاظ مبكراً وكله لهفة للذهاب للوظيفة كأنه عاشق مولع ولهان على موعد مع محبوبته؟!.
ترى لماذا يعمل العديد من البشر في مجالات شتى مع ضعف الرغبة في البقاء في هذه المهنة, أو الوظيفة ؟. ولماذا يقبل الكثيرون في بدايات مشوارهم المهني على العمل بتحفز ورغبة ووفرة نشاط ثم سرعان ما يتلاشى كل ذلك ويستحيل طريقهم إلى مؤسساتهم ومواقع أعمالهم كطريق العاصي إلى جسر جهنم؟!.
الإبداع في العمل يحتاج لتوافر عوامل عدة وأهمها تدفق الشغف من أعماق قلوبنا تجاه ما نفعله, وديمومة ذلك حتى يغدو شغفنا هذا طاقة خلق وتجدد دائم!.
ثمة مسببات عدة لتلاشي الشغف بالعمل, ومن أبرز هذه المسببات العمل تحت الضغط بشتى أنواعه, البيئية والتنظيمية والإدارية والقانونية والنفسية والمجتمعية..
في الدول المتقدمة تهيئ جهة العمل جميع الوسائل, وتذلل كافة الأسباب ليصبح جو العمل مريحاً لنفس العامل ومحفزاً له للاستمرار والإتقان والإبداع, وهي وسائل وأسباب عديدة ليس هذا مقام سردها؛ لكننا وبنظرة سريعة لأجواء العمل في بلادنا نرى وبسهولة كم هو مضغوط العامل في كافة المرافق العامة والخاصة!.
تقام دورات تدريبية متنوعة لرفع جاهزية الموظفين والعمال لإكسابهم مهارات العمل تحت الضغط, وقد يكون ذلك مجدياً أحياناً ؛ لكن الأصل في هذه النظريات مجافاتها للطبيعة البشرية لأن ليس كل الناس يمكنهم العطاء التام تحت الضغط!.
وحري بأرباب العمل, وكل من يرجو التقدم والازدهار لهذا المجتمع بذل الجهد للنظر في طرق ووسائل معالجات أكثر إنسانية للتقليل من مسببات رفع مستوى الضغط الواقع على الأفراد في بيئة العمل, و الخروج بحلول مرضية للجميع..
أخيراً:
قد تكون ميزانية هذه المراجعة وتصحيح الوضع مكلفة في البداية, غير أن نتائجها ستظهر جلياً في ارتفاع نسبة العوائد والإنتاج في المؤسسات والمشاريع التي تدفع عن الأفراد عبء ومشقة الضغط الزائد في العمل!.
نبيلة الوليدي
العمل تحت الضغط!! 1190