( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) صدق الله العظيم.
ودَّعت تعز أمس حكيمها وكبير مشايخها الشيخ عبدالرحمن أحمد صبر ، هذا الرجل الفذ صاحب المواقف الناصعة في مسيرة حياته التاريخية ، أحد أبطال ثورة ٢٦ سبتمبر قائد لواء السلام في الستينيات ، رجل بحجم أمة ، عرفْتُه عن قرب فرغم كبر سنه إلا أنه كان لا يتردد في تلبية الدعوة لمن قصده في أي قضية إنسانية ، وكان يبادر بدعوة الرجال في المحافظة إذا تطلب الأمر لحل أي قضية تهم المحافظة ، هُمِّش من قبل السلطة وعانى الاستهداف لكي ينحني كما أنحنى الكثير، ولكن ذلك كله لم يَفُتَّ في عضده ولم يؤثر على سلوكه ومكانته ، فبقي متوازناً محترماً لنفسه ولمواقفه الشريفة رافعاً رأسه ولم يحنه أبداً رغم المصاعب التي واجهها والمرارة التي عاناها ، فبقي في نظر الجميع ذلك الطود الشامخ والقَيل الأصيل، رأيته يتحرَّك هنا وهناك للإصلاح بين الناس رغم المرض ، ولم يشعرنا بثقل الحركة أو التباطؤ وكأنه في كامل قوته وطاقته ، رأيت بعض هذه المواقف منه ، وسمعت من الكثير عن مواقف أكثر وأكبر ، فوجدت كل من يُذكَر الشيخُ عبدالرحمن أحمد أمامه يثني عليه وعلى مواقفه ، ولم أجد يوماً في حياتي شخصاً واحداً يقول إن هذا الشيخ تعصَّب ضده أو نهب ماله أو أرضيته كما هي العادة عند كثير من النافذين وأصحاب الجاه ، والكن الجميع يذكرونه بالذكر الحسن والناس شهداء الله في الارض.
خلدت روحه الطاهرة وارتفعت إلى بارئها يومنا هذا قبل صلاة الجمعة ، في خاتمةٍ نسأل الله أن تكون حسنة ومُرضية في يوم مبارك وفي ساعة مباركة وفي شهر مبارك شهر الله محرم.
يا شرفاء تعز:
سيُصلَّى عليه ــ رحمه الله ــ اليوم السبت الساعة الثامنة والنصف صباحاً في جامع السعيد بعصيفرة . فيا رجال تعز الشرفاء شيوخاً وشباباً نهيب بكم جميعاً لمن ليس له عذر الحضور للصلاة عليه والتشييع تكريماً لمسيرته الناصعة وكأقل واحب علينا نحوه بعد موته ليعلم الناس أن من يعمل المعروف مقدر عند الله وعند الخلق حتى يقتدي به الرجال ، رغم يقيني أن الجزاء الحقيقي هو عند الله ، لكننا نفعل ذلك وفاءً للقيم والنُّبل والقدوة الحسنة التي سلكها.
وإنني في هذا النصاب الجلل أعزِّي الشيخ سلطان عبدالرحمن أحمد وكافة إخوانه وأحفاد الفقيد وكل أفراد الأسرة كما أعزِّي نفسي وأُعزي محافظة تعز خاصة واليمن عامة.
رحمة الله عليك تغشاك يا أبا أحمد وأسكنك فسيح جناته, ولا نقول الا ما يُرضي ربنا( انا لله وإنا اليه راجعون).
محمد مقبل الحميري
الشيخ عبدالرحمن صبر.. برحيله ودَّعنا طوداً شامخاً 1586