أرجو أن يُؤذن لي بالقول وأرجو أن يكون كلامي خفيفاً على قلوب بعض ممن يعنيهم كلامي هذا.. إذا نبهت وقلت أن الطائفية هي أقصر الطرق إلى الجحيم هذه حقيقة يؤكدها التاريخ في كل زمان ومكان والأمثلة كثيرة لعل أقدمها لبنان وأحدثها العراق وكتب التاريخ تروي أن الذين يدسون سم الطائفية يواصلون الليل بالنهار ولا تهدأ محاولاتهم من أجل الوصول إلى أهدافهم.. وبعض الذين يذهبون في طريق الطائفية تعميم العواطف والغيرة, وهي أشياء تعطل قدارتهم على التفكير وإدراك حقيقة ما تؤدي إليه خطاهم أو تصرفاتهم التي ربما تكون بالفعل نتيجة عدم فهم.. وما شاهدناه ونشاهده حالياً عما يجري في البحرين من الدول التي تتربص بها الطائفية حتى يومنا هذا, وهناك من يدسون لها هذا السم كل يوم لأهداف أغلبها معروف فاستقرار هذا البلد وغيرها من الدول العربية الأخرى التي تتقرب الطائفية منها شيء لا يرضي البعض عما تقوم به الجماعات التي تحاول نشر الطائفية وتمددها في بعض البلدان العربية كما نشاهد وفيما يبدو لذلك فإنهم يحاولون إشعال الفتيل كلما لزم الأمر وكلما أنطفأ في بعض تلك البلدان العربية.. ولقد أصبح هناك إيمان كبير لدى الجميع في البحرين وغيرها من بعض الدول العربية بأن المسألة تحتاج إلى مواجهة حاسمة مع شبح الطائفية وليس الاكتفاء فقط بالشعارات الرنانة.. ونحن نتدارك الطائفية في البلد الذي انتشرت في بعض الدول العربية بما فيها اليمن نرى الحسم بتوقف وعرقلة وعدم امتدادها وتفلطحها في البلاد لخطورتها في المجتمع اليمني.

هناك بعض من الدول العربية اتخذت عدة إجراءات بشأنها منها إغلاق مواقع إلكترونية والبعض جعلها تحت المراقبة الشديدة حتى لا يدس جماعتها مسموم الطائفية في عقول الشباب من خلال تلك المواقع الإلكترونية "كالإنترنت" وغيره ويحبذ لو شكلت لجنة مكونة من وزارة العدل والداخلية والإعلام ومن له علاقة بهذا الموضوع أن تكون مهمتها متابعة ما يبث وما ينشر في وسائل الإعلام ويكون من شأنه إذكاء الروح الطائفية.. هذه الإجراءات قوبلت في بعض الدول العربية كدولة البحرين بارتياح شديد ليس من قبل القيادات الفكرية والسياسية بل ومن كل الجهات الرسمية والشعبية وغيرها.

إن مثل هذا الإجراء ضد الطائفية إذا مارست شيئاً من القانون أو أمراً خطيراً يشجع على الكراهية والعنف فإن حرية التعبير حينئذ تكون غير قانونية وليس هناك منطق أو قانون أو ميثاق شرف يسمح لأحد أن يحرق بيته أو وطنه باسم حرية التعبير وفهِّموا من لا يفهم..