منذ أن بدأ مشروع تتار العصر بالتوسع والنفوذ حتى دخلت مليشياته المسلحة إلى العاصمة صنعاء وانتقلت إلى غيرها من المحافظات الأخرى وهي تبرر للأعمال الإجرامية من نهب للمعسكرات وتدمير للمساجد ودور تحفيظ القرآن بحجة أنها ثكنات عسكرية ووقفت جنباً إلى جنب مع أعداء الإنسانية والإسلام لتقتل المواطنين اليمنيين بحجة محاربة الإرهاب ومع المفارقات العجيبة بين القول والعمل ووهن الحجة إلا أن هناك من يصدق ويتماشى مع الشعارات الجوفاء.
وليت شعري هل لايزال هؤلاء يصدقون بعد استهداف المشافي الذي لا يوجد فيها سوى الكراسي البيضاء، وبعد أن رأوا أيادي مصاصي الدماء تمتد لتطال الأطباء والممرضين ليشملهم أيضاً القتل والسجن والتعذيب.
ألا يعلمون أن مهنة الطب من أجَّل المهن الإنسانية ودائماً ما كان يطلق على الأطباء مجازاً ملائكة الرحمة لدورهم في تخفيف آلام المرضى ومداواة جراحاتهم؟.
كل الشرائع السماوية والكتب المقدسة والأعراف والقوانين الدولية لا نجد فيها رخصة أو عذراً لمن يقتل أو يسفك دم إنسان عادي من دون مسوّغ شرعي أو وجه حق, فكيف بمن يصوب رصاصته إلى من يسهرون ويتعبون ويبذلون جهدهم من أجله الأطباء هم الوحيدون الذين يشاركون المرضى آلامهم وأحزانهم ويضمدون جراحهم.
الأطباء هم من تتشابه قلبوهم مع ثيابهم الأبيض, فلماذا يغتالهم الشياطين لأنهم بلمساتهم الحانية يمسحون للمريض الدمعة ويعيدون له البسمة ويفتحون له نافذة الأمل والتفاؤل رغم تجاعيد الحياة المنحوتة في خده لذلك كان العقل والمنطق أن تبقى دماءهم مصانة وكرامتهم محفوظة ومشافيهم مقدسة سواء في الحرب أو السلم وهذا هو المعمول به في الشرائع والديانات السماوية والدساتير والقوانين الأرضية.
غير أن مختطفي الأرواح وعشَّاق الدماء خلعوا قناع بشريتهم وسقطوا في دركات وحشيتهم وصاروا متجردين من كل خلق محمودٍ ونبيل.
وستبقى مليشيات الموت المسلحة المدججة بالحقد والغدر هي الوحيدة بمعزل عن الإنسانية والرحمة حيث أنها بهجومها البربري على صنعاء لم تستثنِ حتى المشافي, ففي العشرين من سبتمبر2014م قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في سقوط قذيفة على مستشفى آزال بـصنعاء بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية.
ما يدل على أن ما تقوم به المليشيات عملاً ممنهجاً مدروساً وليس حدثاً عابراً.
إن الاستمرار في استهداف المشافي الطبية وللأطباء وعدم الاعتذار والنظر لحرمتهما دليل على التمرد الغير مألوف على القيم والأخلاق والمبادئ، وربما يترفع عنها من لم يدينوا بالإسلام, ناهيك عمن يحملون مشروع المسيرة القرآنية.
وفي اليوم الثاني من التأريخ نفسه تم الاعتداء على مشفىٍ آخر حيث نقل موقع اليمن الآن "أن متمردي جماعة الحوثي اقتحموا أحد المستشفيات الكبيرة بوسط العاصمة صنعاء.
وقام مسلحو الجماعة باقتحام مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا ونهب محتوياته، فيما وجهت إدارة المشفى استغاثة عاجلة بإنقاذ حياة 300 مريض يتواجدون في الوحدات الطبية بالإضافة إلى المئات داخل العناية المركزة ".
أما إقدامهم على سرق أرواح الأطباء فقد قامت المليشيات نفسها بقتل الطبيب وضاح الهتاري من أبناء محافظة عدن ويشتغل صيدلي في صنعاء, حيث ذكرت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن مسلحاً من جماعة الحوثيين أقدم يوم الجمعة 10 أكتوبر الجاري على قتل ( وضاح أحمد علي الهتاري 35 سنه ) بالقرب من مقر عمله (صيدلية دار الدواء ) أمام المستشفى الجمهوري بشارع الزبيري وسط صنعاء.
وضاح لم يكن يحمل سوى الدواء ليقدمه لأولئك الذين أعيتهم الأسقام وملوا من كثرة الرقود على الأسِرة البيضاء لم يكن متعوداً على سماع دوي الرصاص لم يكن حاملاً حزاماً ناسفاً ولا يجيد زرع المتفجرات لكنها الأجساد المسكونة بالأرواح الشريرة.
ومما يزيد الأمر قبحاً أن يصرح مصدر أمني للمنظمة كما جاء في موقع المصدر أن مسلحي جماعة أنصار الله كما يسمون أنفسهم قاموا بتهريب المسلح الذي أطلق النار على الهتاري إلى مكان مجهول.
ولاتزال الاعتداءات متواصلة على الأطباء وأخرها اختطاف الطبيب عمار التام الذي يعمل في مستشفى رداع إلى مكان مجهول من قبل جماعة الحوثي كما جاء موقع الخبر حيث قال " أعلن مسؤول محلي يمني أن مسلحين حوثيين اختطفوا طبيباً من مقر عمله بدعوى مناهضته لأنشطة جماعة أنصار الله “الحوثي” في محافظة البيضاء وسط البلاد. ولاتزال حياة الطبيب عمار التام معرضة للخطر منذ تم اختطافه في يوم 9/11/2014م".
هذه الحقائق ننقلها وغيرها الكثير ونقدمها للناس علّهم يدركون الخطر المحدق بهم ويبعدون الغشاوة عن أعينهم ليروا الأمور بجلاء ووضوح، ولاتزال الأيام حبلى بالمفاجآت.
وفي الأخير نقول لكل المتعاطفين مع القتلة: متى تستفيقون وقد رأوا بأعينهم تنفيذ حكم العقاب الجماعي الذي لا يستثني أحداً؟.
بسام الشجاع
مهنة الملائكة في مرمى الشياطين 1314