أقترح على الرئاسة الانتقالية مغادرة دار الرئاسة والجامع وكذا ميدان السبعين ومنصَّته المُهابة. أما المسألة الأخرى فعلى الرئيس هادي الاستغناء عن الفرقة الموسيقية وحرس الشرف وتفريغهما كلياً لخدمة الزعيم المشير البار الرمز القائد العظيم الهُمام.
نعم لِيبقَ الزعيم في قصره وجامِعه وميدانه ؛ فالرجل لا توحي تصرفاته بغير الهَوَس والجنون. ولأنه كذلك فيقيناً أنه لا يكفُّ عن جنونه وهوَسِه إلاَّ متى ما أعدنا إليه شيئاً من ذلكم السلطان والمهابة التي لم يحتمل فقدها الآن.
فكتيبة في السبعين تؤدي استعراضها الصباحي ، وجوقة نافخة للبورزان حين وصوله أو مغادرته .. لِيبقَ زعيماً ولو على البركاني والكحلاني والزوكا ومجيديع والزناط ولحسون.
جنون وهوس هما في المحصلة نتاج ثلث قرن من التمجيد والتطبيل والكذب والنفاق ، تصوروا كيف أن الأمر وصل لحد التأليه الوقح والفج لشخص الرئيس ومن ثم يتم خلع الرجل من كل تلكم الأُبَّهة والسطوة والمهابة ؛ بل وأكثر من ذلك إذ تم تجريدة من اسمه الذي عُرف به زمناً؟
لذا لا مندوحة من مداواته بالتي كانت هي الدواء، ألم يقل شاعر العرب أبي نواس:
دَعْ عنك لومي فإنَّ اللوم إغراءُ .. وداوني بالتي كانت هي الداءُ.
محمد علي محسن
لِيبقَ الزعيم!! 1492