;
صلاح المختار
صلاح المختار

الإباحية الأميركية الإيرانية في ستار أكاديمي3 1232

2014-11-18 17:58:31


العهر المعتق نبع الرذيلة العلنية

السؤال الرابع: هل للعرب أمل في الانتصار والخروج من نفق الكوارث المظلم؟

قد يتصور البعض بأن ما ذكرناه عن التلاقي الاستراتيجي "الأميركي - الفارسي – الصهيوني" وما حققه من تقدم بأننا نعيش عصر الهزيمة الدائمة وهذا التصور خاطئ تماما فإن ما أكدناه هو فقط لمعرفة الخريطة الحقيقية لتوزع القوى وتوازناتها.

إن أمتنا العربية وقواها الطليعية قادرة على تحقيق انتصارات الآن - وقد حققتها فعلا كما سنرى– وستحققها في المستقبل تماما مثلما حققتها سابقا وقبل بدء مرحلة الهزائم، ولتأكيد ذلك من الضروري تقديم إشارات للتذكير فقط بما يحاول الأعداء دفعنا لنسيانه تحت الضغط الهائل للكوارث العربية المتعاقبة:

قبل كل شيء لابد من الإشارة إلى أن من أهم أسس المخططات المعادية للأمة العربية خصوصا الصهيو أميركية – إيرانية ترويج فكرة أن العرب فشلوا في كل شيء وأنهم محكوم عليهم بتكرار الفشل، وهذه الأطروحة تعتمد على انتقائية مغرضة تتعمد اختيار الهزائم لاثبات أن العرب عاجزون عن تحقيق النجاح، لكنها تتعمد إخفاء الانتصارات العظمى التي تحققت بالفعل.

وقياس النجاح والفشل إذا فصل عن المرحلة الزمنية للأحداث صار انتقاء معزولاً عن سياقه الطبيعي والذي بدونه يصبح التقييم خاطئاً ومضراً جداً لهذا فإن التقييم الناجح يعتمد على أساس لا غنى عنه أبدا وهو معرفة البيئة التي كانت سائدة وقتها وما يتحكم فيها من مؤثرات ظرفية أو تاريخية.. وتلك البديهية تفرض حتمية التطرق لـ(متى) وقع الحدث فهذه الـ(متى) تدخل مستوى الوعي السائد ونوعية توازن القوى والمؤثرات الخارجية والداخلية في موازين القوى..الخ.

1-  ومن بين انتصارات العرب الكبرى حركة الانبعاث القومي العربي المعاصر والتي بدأت في الخمسينيات وبالتحديد عند العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وساعد على انطلاق القومية العربية بصورة بالغة القوة غيرت البيئة العامة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وكان التيار القومي متمركزاً وقتها في سوريا التي برزت فيها الطليعة القومية العربية المنظمة وكان لها التأثير الحاسم على توجهات الرئيس الراحل/ جمال عبدالناصر الذي بدأ قطريا مصريا وتطور وأصبح قوميا عربيا نتيجة تأثره بالتيار القومي العربي.

ربما نرى الآن تراجعا للهوية القومية رغم أنها أساس وجودنا الإنساني ولكن هذا التراجع مرحلي وله أسبابه الموضوعية ولا يشكل نهاية للنضال القومي العربي، بل إن التراجع الحالي لحركة القومية العربية هو أحد أهم الأدلة على أنها ظاهرة وجودية يستحيل اقتلاعها بدليل أن القوى الكبرى الغربية والصهيونية سخرت كل قواها منذ الخمسينيات خصوصا استخدام حركات وأنظمة لتدمير القومية العربية ومع ذلك لم تنجح إلا مرحليا..

ومن إنجازات حركة القومية العربية في عهد القائد التاريخي جمال عبدالناصر وضع أسس إنهاء النظام الهجين (نصف الإقطاعي ونصف الرأسمالي) في مصر ونشر أفكار الإصلاح الزراعي والتصنيع الثقيل والتحرر من الاستعمار، وكان أنشاء حركة عدم الانحياز أبرز مظاهرها, ومساواة الإنسان .. الخ.

ولو اكتفينا بهذه الإنجازات وغيرها كثير لأمكننا القول بفخر إن تجربة عبدالناصر كانت إيجابية وخطوة على طريق التحرر الوطني العربي الكامل والشامل وأن عناصر الفشل فيها طبيعية لأسباب موضوعية أساسا.

2-  والمقاومة الفلسطينية رسخت منذ الستينيات فكرة أن الرد على العدو المشترك ( أمريكا وإيران والصهيونية) لا قيمة كاملة له ما لم يجعل الكفاح المسلح الوسيلة الرئيسة لتحرير كل أرض عربية محتلة من فلسطين إلى الأحواز مرورا ببقية الأراضي العربية المحتلة.

تراجعت المقاومة الفلسطينية ليس نتيجة خلل بنيوي فيها – رغم أنه كان موجوداً - بل لأنها واجهت تأمراً دولياً وعربياً عليها أكبر من قدراتها وتجربتها لكن إنجازها الأكبر كان أنها أثبتت عمليا أن اللجوء للمقاومة المسلحة عند مواجهة التحديات الخطيرة التي لا تضع حدا لها الوسائل السلمية ضرورة استراتيجية عظمى.. وهذا الإثبات كان أحد أهم مصادر وعي المقاومة العراقية بعد عام 2003 .

3-  في العراق رأينا أنموذجا يبرز لأول مرة في الوطن العربي حديثا وهو تحقيق طفرات علمية وتكنولوجية هائلة كان قمتها إنشاء (جيش العلماء والمهندسين) كما وصفه ديفيد كي رئيس المفتشين الدوليين التابعين شكليا للأمم المتحدة والتابع عمليا ورسميا للمخابرات الأمريكية . وبقوة جيش العلماء حقق العراق قفزات نوعية في التصنيع مثل إنتاج دبابات ومدفعية وقطع غيار طائرات واختراع طريقة عراقية في تخصيب اليورانيوم وبناء صناعة ثقيلة وأحياء الزراعة لدرجة تحقيق الاكتفاء الغذائي.

ولا نذكر شيئا على الجيش العراقي في العهد الوطني والذي تحول إلى واحد من أقوى جيوش العالم وأكثرها مهنية وعقائدية في نفس الوقت لدرجة انه انتصر على ايران وجيشها مع أنها أكبر من العراق بثلاثة مرات بالنفوس والقوة العسكرية والأخطر أنها امتلكت قوة جبارة في عهد خميني وهي استعداد آلاف الإيرانيين للموت بدعوة من خميني وكان ذلك السلاح الجبار كافيا لإلحاق الهزيمة بأمريكا والاتحاد السوفيتي، وقوة الجيش العراقي كانت أحد أهم أسباب مسلسل الحروب التي شنت على العراق من أجل القضاء عليه.

أما في المجال الاجتماعي فقد أزالت ثورة 17-30 تموز عام 1968 الأمية بشكل كامل في حملة فريدة في الوطن العربي دامت عشر سنوات، وذلك بحد ذاته مفخرة للعراقيين والعرب، كما أن الجوع انتهى بالقضاء على الفقر تماما ونشوء عصر رفاهية لأول مرة في العراق، وهذا الإنجاز بحد ذاته مفخرة أخرى للعراقيين ولم يتحقق في كل الدول المتقدمة التي بقي فيها فقر وعيش تحت خطه، وانتقل العراق إلى مرحلة التقارب بمستوى التطور الحضري مع أكثر بلدان العالم تطورا، وذلك وحده مدعاة للفخر.

وقدم العهد الوطني نموذجا رائعا للرابطة القومية العربية عندما قدم دعما ماليا وعلميا وإداريا للكثير من الأقطار العربية واعتبر أن لبقية العرب حصة من ثروات العراق وشمل ذلك موريتانيا واليمن والسودان وغيرها وانتشر علماء العراق في أقطار عربية عديدة يعلمّون ويبنون المعامل والمدارس والطرق الحديثة والمستشفيات ويعالجون المرضى ..الخ . وهذا التطور النوعي في العراق كان السبب الرئيس الذي اجبر أمريكا وإسرائيل على إيصال خميني للحكم ودفعه لشن حرب على العراق وأعداد أزمة الكويت لتكون قنبلة تدمير للعراق وتمهيد لغزوه.

النتيجة الأكثر إشراقا هي لو كان العرب فاشلون وبلا نجاحات كبرى لما أجبرت أمريكا ومعها دول أوروبية للقيام بشن حرب عالمية على العراق بدأت في عام 1991 ومازالت مستمرة حتى الآن وكانت تلك الحرب السبب الرئيس لانكشاف العيوب البنوية للنظام الرأسمالي الأمريكي وهزيمته أمام المقاومة العراقية الباسلة . فمن هزم أمريكا ليس الاتحاد السوفيتي ولا الصين بل المقاومة العراقية وهذا بحد ذاته مفخرة كبرى للعرب وليس للعراقيين وحدهم.

4-  واخيرا وليس أخرا فان مجرد صمود القومية العربية كل هذه العقود رغم التفوق النوعي للأعداء في الجوانب المادية كالعلم والتكنولوجيا والمال والخبرة والأعداد والعدد ، هو انتصار كبير للامة العربية فلو واجهت فرنسا أو بريطانيا ربع ما واجهه العراق لانهارتا بأسابيع . ولو أخذنا الحرب العالمية الثانية كمثال يؤكد ما نقول فان بريطانيا وفرنسا لم تصمدا اكثر من أسبوع بوجه الحروب التي شنت على العراق خصوصا وان سلاح الحرب العالمية الثانية كان بدائيا مقارنة بسلاح الحرب العالمية التي تدور منذ عام 1991 وحتى الآن وهو سلاح متطور جدا وخطير الفعالية ولم يستخدم في أي حرب قبل شن الحرب العالمية ضد العراق، مما يجعل قدرات القومية العربية على الصمود والمقاومة اكبر بكثير من كافة شعوب أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

ونكرر ما قلناه مرارا أن امريكا وأوروبا لا تنغمسان في حرب عالمية هي الاكبر والأكثر تكلفة والأخطر في التاريخ الإنساني من أجل دولة فاشلة ومهزومة أو ضد حركة قومية ضعيفة، فتلك الفكرة إهانة لقوة التحالفات المعادية للعراق وتقزيم لقوتها والتي ظهرت في نجاحها في تحقيق انهيار سهل للاتحاد السوفيتي.

ولو قورن العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر في عام 1956 بالعدوان الثلاثيني على العراق لادركنا أن تغيرا جذريا في الظروف قد حصل لصالح العدو المشترك فمعركة صغيرة وثانوية واحدة من معارك العدوان الثلاثيني وما بعده على العراق اكبر واكثر قسوة من كل حرب عام 1956 على مصر ، ومع ذلك تحملت الطليعة القومية العربية في العراق العبء وواصلت الكفاح بكافة أشكاله لطرد الاحتلال الأمريكي والإيراني.

مصر عام 1973 أثبتت في حرب أكتوبر – رغم طبيعتها التحريكية - أن العربي أقدر من الإسرائيلي عندما تتوفر له البيئة ويكون هناك نظام مستعد للإعداد الجدي للحرب، والعراق استفاد كثيرا من الإخفاقات في التجربة الناصرية وتجنبها في بناء التجربة العراقية ولذلك كانت تجربة العراق انجح من تجربة مصر ليس لان العراقي اقدر من المصري فكلاهما يتمتعان بنفس التكوين في الهوية والقدرات ولكن نتيجة تراكم الخبرة واستخدامها في مواجهة الأعداء.

النصر اذن تحقق مرات ومرات وكان هو السبب في اضطرار القوى المعادية للامة العربية (إيران وإسرائيل وأمريكا) لإنشاء تحالفات دولية وإقليمية لم يسبق لها مثيل حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية ضد العراق ومقاومته الباسلة، وهذه الخطوة اعتراف مباشر ورسمي بأن القومية العربية قوة جبارة من الصعب القضاء عليها من دون تناسي وجود خلافات بين دول وقوى عديدة اضطرت للاتفاق ضد حركة التحرر الوطني العربية وطليعتها الباسلة المقاومة العراقية المسلحة.

الطليعة القومية تتقدم وتعزز دورها وليس العكس رغم الاختلال الهائل في موازين القوى والنصر ليس هدفا مباشراً زمنياً نتيجة ما تقدم بل هو نتيجة لابد منها في نهاية الحرب الطويلة التراكمية النتائج ويكفي صمود المقاومة العراقية ما يقارب الـ12 عاما في بيئة ليست في صالحها لتأكيد أنها حركة تاريخية مقتدرة وليس فاشلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد