;
صدام الحريبي
صدام الحريبي

صادقٌ ومنصور .. 1353

2014-11-19 14:44:36


صدقت الله فنصرك , تمنَّيت الشهادة فمنحك الله إياها .. ماذا بعد ذلك , فلك من اسمك نصيب "صادقٌ ومنصورٌ" كذلك .. تروي زوجته التي اعتلت مرتبة زوجة الشهيد بأنه وقبل خروجه من المنزل ــ حسب بعض الأصدقاء ــ صلَّى الضحى وأطال السجود في الركعة الأخيرة , وعندما أكمل الصلاة قالت له : خفت عليك (حسبتك مُتّ) , فقال لها : أتمنى موتة

كهذه فخرج ولقي ربه .. أما عن حادثة اغتياله فقد تحدث الزميل هشام الجرادي مراسل الجزيرة مباشر ــ تعز بأنه وأثناء سير الشهيد الأستاذ/صادق بسيارته اعترضته سيارة أخرى ونزل أحدهم للسلام على الأستاذ ووضع لاصقاً متفجراً على السيارة ومن ثم ذهب , وما إن بدأ الأستاذ مواصلة السير بسيارته حتى انفجر هذا اللاصق .. وكما هو ملاحظ بأن الكثيرين من معاريف هذا الشهيد (الأسطورة) لم يستطيعوا الحديث عنه أو وصفه لنبله فإنني أضع قلمي هنا

وأجفف حبره لتواصل الدموع التي انطلقت من القلب قبل العين مسيرتها حتى يستعيد الحبر روحه ليدوِّن شيئاً يليق بالأسد الذي ظل يزأر حتى أرعب قلوب وأفئدة ذئاب الغاب الذين غدروا به اليوم ..

*إلى القَتَلة : ماذا استفدتم من اغتيال روح طاهرة كالتي يحملها الأستاذ/ صادق ؟! ماذا استفدتم من صدمة امرأته وأولاده الذين لا يعلم بحالهم ساعة وصول خبر اغتياله (المخيف) إليهم سوى الله حتى الآن؟ .. ماذا كسبتم من إهدار الكثير من الدموع التي ستغرقكم بغزارتها ذات يوم ؟؟ أليس الدم الذي أهدرتموه محرمٌ , ألم تسمعوا وعيد الرب بمن يهدر دم أخيه المسلم دون حد ؟ ألم تسمعوا بما قاله الرجل العظيم ونبي الأمة بأن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم مسلم ؟؟ بهذا العمل الذي أقدمتم عليه ستلعنكم الملائكة وسيلعنكم الرب الذي خلق هذه الروح التي سلبتموها حق الحياة والعيش بأمان .. فيا أيها القاتل : ستلعنك امرأته التي ستظل تدعو عليك عندما تتذكر قولها له: حسبتك مُتّ ؟ وسيلعنكم كل أبنائه وأقاربه وسيظلون يرددون : اللهم عليك بمن قتل نور بيتنا .. سيلعنك ولده الأصغر محمد الذي لم يكمل ثانويته إلى الآن وسيقول لهم : أحرمني من فرحتي بشهادة الثانوية بوجود حبيبي وقرة عيني والدي, فلعنة ربي تحفه , أحرمني من تقبيل رأس أبي قبل ذهابي إلى المدرية وحين العودة فغضب ربي يعتنقه, أحرمني من تذوق قُبلة أبي لي في رأسي وهل لديه هذا قلب يعلم من هو أبي بالنسبة لي ؟؟ .. سيلعنك صديقي (سيف) وكل الذين كان يتصدق عليهم الشهيد في السر وكانوا يقضون حوائجهم بهذه الصدقة وكانوا يُسعَدون كثيراً عندما يرون الشهيد, لتضعهم الآن أنت في موقف لن يحسدوا عليه, يفكرون من الذي سيحل محل الشهيد في حالتهم هذه .. سيلعنك (العم عبده)

_الرجل الكهل_ حارس كليتنا الذي قال لي ذات مرة : من يقتل النفس فهو مجرم وفي النار أياً كانت وجهته , وسيرفع يده للسماء وسيدعو عليك تماماً كما رفع يده ودعا يوم مقتل الشهيد القشيبي والمتوكل .. سيلعنك كل كائن ما زال فيه عرق ينبض وسيضعك في موقف الوحش الذي نهش الأرواح دون حق .. سيغضب عليك عجوزٌ في التسعين من عمره لقيته مرمياً على أحد الكراسي في صالة انتظار المغادرة في مطار تعز حيث قال لرفيقه العجوز الآخر ــ وهو يشاهد المعارك في ليبيا على قناة (الجزيرة): أيش يفعل هؤلاء .. يحسبوا أنهم يلعبوا, ويحسبوا دماء الناس عصير (فيمتو) ؟! .. فردَّ عليه صديقه العجوز الآخر: سيغضب عليهم الرب .. فيا قاتل هذا : أعلِمهم بأن تعز التي قدمت البذيجي وتفاحة وياسيمن واليوسفي ومن قبلهم المخلافي والكثيرين هي من قدمت اليوم صادق منصور وليعلم الجميع بأن الكل مشروع "صادقٌ ومنصور" ليس حباً في مشروع الموت لا والله , لكن حتى لا يبقى أحدٌ أمثالك ممَّن يريقون الدماء , ولتعلم بأن الله لن يرحم قاتل النفس وهذا وعده .. إلى ذوي الشهيد : هنيئًا لكم فقد ارتقت روحه إلى السماء وكأني به وهو يبتسم ويقول لكم : لقد شفعت لكم فرداً فرداً .. لا تحزنوا ولا تبكوا بل افرحوا ودعوا لي فإنني بخير هنا أتهنَّى بما وعدني الله به .. أقبّل رأس كل واحدٍ منكم وخاصة أبناءه والله مع الحق.."وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلَبٍ ينقلبون".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد