يتساءل الكثير من المحليين عن السر وراء الانتصارات التي يحققها الحوثيين يوميا، وهو ما لم يتحقق لأي قوة، فهل عندهم مصباح علاء الدين أم عفاريت سيدنا سليمان، وذلك بسبب العمى عن الحقيقة وعدم التعمق في القضايا، كعادة العرب، يأخذوا ثقافتهم وقراءتهم للإحداث من الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية التي هي حاطب ليل وتضليل واضح للأمور.
الذي يجري في اليمن تم الإعداد له منذ ثلاثين سنة، وقلنا أكثر من مرة أن هناك مجلسا أعلى شيعي يدير المشهد من الخلف وأن الحوثيين هم المليشيات، ثم إن هؤلاء ليسوا القوة التي تسقط المدن وتحتلها، وإنما هي الحرس الجمهوري والقوات العسكرية من قبل الضباط الكبار الذين باعوا بلدهم بأقل الأسعار، هؤلاء الذين باعوا بلادهم في الحروب مع الشيوعيين في السبعينات، وهزموا الجيش. اقرأوا الأحداث، وهؤلاء هم الذين باعوا جزر حنيش، وهزموا الجيش أمام جيش إرتيريا ودمروا الجيش بالمعنويات والحرب النفسية، جنود فقراء ظروفهم صعبة لا يعرفون شيء عما حولهم محرومين من الثقافة الفكرية والتوجيه المعنوي.
هذا الجيش أغلبه يقال له أدخل حارب ثم يعيدونه من الطريق وأحيانا من دون ذخيرة، وأحيانا يطلبون منه أن يسلم أسلحته وأحيانا يبيعونه للإرهابيين والحوثيين بمعلومات تسرب للأعداء، فهل يا ترى كيف سيكون حال هذا الجيش المسكين الذي يتم ذبح أبنائه يوميا بخيانات عليا من كبار القادة الذين ولائهم ليس لليمن، واليوم للأسف نجد هذا المؤتمر الشعبي وقائده المنتقم يرسل قوات الحرس وغيرها ويدفع لهم الأموال ويسلمهم للحوثيين بالاتفاق معهم وأموال تسلمها إيران بالملايين ومسؤولين في الحكومة، إيران تدفع لهم، إيران تريد انهيار دولة اليمن وتعمل من خلال الحرس الثوري وحزب الله وحزب الدعوة وكتائب بدر العراقيتين.
الكل من قادة اليمن باعوا أنفسهم لأعداء الوطن الذين قرروا تمزيق اليمن وتحويلها إلى نار تحرق المنطقة لأطماع إيران وبرامجها ومخططاتها ضمن صفقة أمريكية إيرانية تحت مسمى محاربة الإرهاب.
أقنعت إيران الولايات المتحدة واشتون الأوروبية أن السنة هم أعداء الغرب، يجب القضاء عليهم وهيمنة الشيعة الإيرانيين الذين سيحفظون أمن إسرائيل، هل تسمعون هذه الأيام أي حديث إيراني عن إسرائيل أم أن إيران تتحدث عن العراق وسوريا ولبنان، والغزل والهيام والحب بين الأطراف الغربية والإيرانية زاد عن قيس وليلى، اقرأوا ما بين السطور.
الجنود والأمن اليمنيين بأمر من قوى عسكرية متنفذة وبتوجيهات عليها من الرئيس السابق هي التي تقدم المشورات وتلبس ثياب قبلية، وتحتل المناطق، المسألة مكشوفة والهدف هو فكفكة الدولة وعلي وعلى أعدائي وللأسف فإن الجيش والضعف الذي أصاب الأحزاب التي ظهر أنها فقاعات ورغوة وغثاء لا يملكون شيئا سوى التهريج والدعاية.. كان واجبا على الجميع أن يدرس هذه القيادات التي تبحث عن شهادة حسن سير وسلوك من ابن عمر الذي انكشفت أوراقه، فهو صامت ساكت أخرس عما يتم من انتهاك الأعراض والاعتداءات والجرائم بحق الإنسانية التي تمارسها الجماعات التابعة لإيران، واتهام القبائل تحت مسمى أنصار الشريعة والدواعش وهو خداع مارسته قوى في الحكومة اليمنية وحزب المؤتمر، وسكوت من المشترك الذي هو جزء من هذه اللعبة وشارك في حكومة لا وجود لها تحت احتلال المليشيات. الكل في اليمن مشترك بالتواطؤ، وأما شيوخ القبائل فلا وجود لهم ولا تحالف. ودول المنطقة محتارة مع من تتحاور، الدولة تسرب لها معلومات مزورة والمشايخ لا حول لهم ولا قوة وهم متفرقون وللأسف لم تفكر دول المنطقة في الضغط على هؤلاء بعمل تحالف قبلي في سبيل تحرير الوطن ومواجهة العدو الإيراني الذي حمل الراية نيابة عن إسرائيل، وستكتشف هذه الصفقة قريبا وظواهرها بادية لمن عنده سمع وبصر يقرأ الحقائق.
لقد آن الأوان لليمنيين أن يفكروا بوطنهم ويوقفوا المهاترات السخيفة البعيدة عن الواقع أو قراءة الأحداث جيداً بعيدا عن المهرجين الذين يظهرون في القنوات بعضهم أبواق للحصول على مال ومنصب فهم يغنوا مع كل رئيس ويرقصوا له وبعضهم لا علم لهم بالاستراتيجية الإيرانية ولا علم لهم بتاريخ هذه الجماعات الإمامية..
الوضع في اليمن أخطر، فهو يأخذ من العراق المليشيات والعنصرية الطائفية ويأخذ من لبنان هيمنة المرجعية، ويأخذ من ليبيا استعمال قوات الدولة في قمع المخالفين ولابد أن يعرف الجميع، وبالأخص مجلس التعاون أن المطلوب من اليمن هو جعلها مصدرا لتصدير الإرهاب والمخدرات وتدمير واستنزاف هذه القوة الباقية للعرب والتي يضع عليها المخلصون آمالهم. وضرب المبادرة الخليجية هو جزء من مؤامرة استبعاد دول الخليج من مسؤوليتهم نحو اليمن التي هي عمق استراتيجي وأمن قومي.. لابد من إعادة لملمة الأوراق والوضع لم يعود ابو فاس ولا وجع الرأس ولا شعارات للتصدير لإرضاء ابن عمر وغيره، فهؤلاء لهم أجندتهم ولهذا الأمة بحاجة إلى مقاومة وإلى حركات لتحرير اليمن من المحتل الإيراني، ولذا يجب على العرب أن يتخذوا قرارات قوية لحماية اليمن وإنقاذه والدخول بقوة لدعم هذا البلد والمليشيات والقيادات التابعة لإيران، لا أمل فيها لأنها تؤمن بالقوة والغرور والكبر، وهي تماما مثل سياسة إسرائيل. هذا هو اللغز وهو باختصار أن إيران وإسرائيل ودول الغرب تريد جعل اليمن دولة فاشلة لاستنزاف دول المنطقة، وحتى لو دمرت ثلاث أرباع اليمن فلا مكان للرحمة في قلوبهم للأطفال والنساء والفقراء والجوعى، فهذا لا مكان له عندهم.
الشرق القطرية
أحمد عبده ناشر
اليمن وحل اللغز 1324