كنت احسبها شائعات تردد على بعض الأطباء بشأن ما يثار حولهم من ارتكابهم للإهمال والتقصير والأخطاء الطبية التي تفضي بالنهاية إلى تلف عضو للمريض أو ذهاب معناه أو موت والتي أصبحت مصدر قلق لكثير من البشر ليس في بلدان العالم المتخلفة فحسب بل وفي دول العالم المتقدمة وعند التأكد من صحة ما يشاع ثبت لنا صحة ذلك وأنها لم تعد شائعات وإنما حقائق واضحة للعيان ترتكبها أهم شريحة تختص بطب الأبدان وهم بعض الأطباء ومساعديهم والممرضين الذين انعدمت ضمائرهم وساءت أخلاقهم وضعفت الرقابة عليهم وربما ضيعت حتى استهانوا بحياة الناس فلم يأخذوا حتى بأبسط تفكير منطقي يقول لنا (إذا لم تستطع تخفيف معاناة مريضك فلا تتسبب له بمزيد من المعاناة) فكم من الإهمال والتقصير الذي يقترفه هؤلاء وإذا كانت الأخطاء الطبية قد بلغت في العام الواحد في أمريكا إلى (98 ألف )حالة فإنها ستصل في بلداننا العربية النامية إلى مئات الآلاف لاسيما وان رسالة الأطباء ومهنتهم مربحة يستغلون فيها حاجة المريض إلى الدواء كي يعيش صحيحا معافى فيقبل المريض باي مبلغا يطلبه الطبيب ولو كان مُبالغا فيه أو ناصبا عليه أو كاذبا فيما يقول فالسعادة عند المريض صحته وحياته ولو دفع أغلى الأثمان فكما يقال (المتضيح يتعلق بقشة ) وقبل أن اذهب بعيدا فيما يحدث في حق الآخرين من أخطاء أبدأ بذكر (قصة) عجيبة مؤلمة حدثت لي مع طبيب الجلد
"م. ع.ي" في مدينة تعز حيث ذهبت إليه لعلاج تحسس في قاعة القدم وعند دخولي غرفة المعاينة استقبلني وشرحت له الحالة وشاهدت عددا من شهادات الدورات التي حضرها تعلو رأسه بشق الجدار ووجه بفحص وقرر العلاج وبلغ تكلفة كل ذلك 12000ريال ثم قرر عودة إليه بعد أسبوع ثم في كل شهر عودة ولفشله الذريع كان في كل عودة يقرر علاجا ومراهم أخرى وابر ويقول لي (هذه المرة أنت تمام أيوه أيوه ) وهات لك من كذب ونصب هذا على الرغم من أني قد أشعرته بان محامي أمام المحكمة العليا وعضو لجنة التحكيم الدولي حتى يعمل حسابه ولا يفرط أو يهمل وظل يكذب لمدة سنة ونصف وشعرت حينها انه قد جرب عليا جميع أدوية صيدليته المجاورة لعيادته وان هذه التجارب قد بدأت تؤثر عليا وكلما ذكرت له الأعراض والآثار الجانبية لعلاجه يقرر علاجا آخرا لأمراض أخرى حتى وصل به الأمر أن قرر لي في نهاية المطاف علاج (ديازيبام Diazepam) وحين تأكد لي فشل هذا الطبيب وغبائه وانه لا يصلح ان يكون حتى طبيبا بيطريا لعلاج الحيوانات لان (الديازيبام Diazepam) لا يستخدم إلا لعلاج الأمراض النفسية أو عقب إجراء العمليات الجراحية أو حالات أخرى ومن العجائب المضحكة انه ذات مرة قرر لي بين العلاج مقوي ألبائة (الجنس) وكأنه قد تجمل عندي فقلت له لما هذا؟ قال يقوي ألبائة؟ فقلت له لست بحاجة إليه فانا قوي بذلك من الله وعندي من الطاقة ما يكفي لأربع زوجات وليس لواحدة فقط ولا احتاج إلى ذلك فطمس ذلك الصنف فأضمرت في نفسي التخلي عن التعامل مع هذا الطبيب والذهاب إلى استشاري جلد في صنعاء فدلني احد الأصدقاء على المستشار (احمد الوادعي) فعرضت عليه الحالة والرشدات السابقة من طبيب الجلد في تعز فضحك على كرسيه حتى كاد أن يستلقي على الأرض عجبا وقال لي هذا ليس بطبيب ولستَ بحاجة تلك الأدوية التجريبية واخذ قلمه وقرر اتدرون ماذا ؟ لقد قرر واحد مرهم دهان يُستخدم صباح مساء بمبلغ 600ريال فقط وكانت فيه الفائدة والصحة والعافية بإذن الله ومثل هذا الطبيب يستحق الشكر والتقدير والاحترام أما الاول فيستحق الاهانة والمحاسبة والمحاكمة والعقوبة وتعويض المرضى عن الأضرار التي ألحقها بهم وإغلاق العيادة فحياة البشر أولى بالاهتمام والتكريم والمحافظة عليها قال صلى الله وعليه وسلم ( من تطبب ولم يُعرَف منه طبٌ فهو ضامن ) وقال ( ما انزل الله داء إلا وانزل له دواء ) والى لقاء آخر يتجدد بمشيئة الله حول هذا الموضوع .
أحمد محمد نعمان
الأخْطَاءُ الطِّبِّيَّةُ..وَفِيَّاتٌ وَإعَاقَات2-2 1237