الوطن يعيش فراغاً سياسياً حاداً، كما يعاني أزمة قيمية لدى النخب، فلا قوانين يُحتكم لها ولا قيادات وطنية كارزمية تقنع الشعب بالالتفاف حولها، فرغم طيبة هذا الشعب وتضحياته وصبره, إلا انه يعيش توهان وانعدام ثقة بكل هذه النخب والقيادات المتصارعة، لذلك ستستمر المخاضات والآلام حتى تفرز الأحداث قيادات كارزمية مؤهلة تولد من رحم المعاناة ومن أوساط هذه الجماهير تعيد الثقة للشعب بسلوكها، لا بشعاراتها والخطابات، تحمل هم الوطن بكل فئاته ومكوناته، مشروعها لا ينحصر لفئة أو حزب أو جماعة ، وليس مشروع استحواذ حزب أو جماعة أو قبيلة لمقدرات الوطن وتهميش السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب، مشرعاً وطنياً جامعاً، يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشتت، يستوعب كل أبناء الوطن سواءً بسواء، جوهره بناء دولة المواطنة المتساوية المنشودة بخطوات عملية واثقة، مع التركيز على إقامة الأقاليم الستة دون التفاف أو تحايل، كوننا لا نستطيع مراعاة خصوصيات التباينات الموجودة من منطقة لأخرى في المجتمع اليمني إلا عبر الأقاليم.
وبهذا سيكون كل أبناء هذا الشعب مشاركين مشاركةً فاعلةً في السلطة والثروة، ولن تشعر أي منطقة بالغبن والتهميش.. وحتى يتم ذلك لا نستطيع التنبؤ بما تحمله المرحلة القادمة من مفاجآت، وكل أمنياتنا أن تكون مفاجآت سارة تصب في هذا المسار.
محمد مقبل الحميري
الوطن يعيش أزمة قيادات 1252