لا يكاد فصل الشتاء يطل بتباشيره الشاحبة حتى يتسابق الميسورون إلى شراء الملابس الدافئة لصغارهم وأسرهم ، لا يحيّرهم عند شرائها سوى تعدد (الماركات) وتنوع الألوان، ليتحول ليل شتائهم إلى ساعاتٍ من الدفء والنوم الهانئ, غير أن هناك الكثير من الأسر الفقيرة تستقبل الشتاء بأجساد عارية والحفة ممزقة أكل الدهر عليها وشرب ..
وقع نظري على طفلين ينزويين على حائط بيت قديمة لجار لهم ليس عليهم من الثياب سوى شميزين رثين قد غطتهم الأوساخ وستائر لا تغطي عوراتهم لو كانت جديدة فما بالك وهي ممزقة ..!! رأيت وجوههم شاحبة وأياديهم متقشرة (الحبًر) سالت لما يجلسان هنا في هذه الساعة الباردة قبيل المغرب ولماذا لا يلبسان ملابس صوفية تقيهم البرد رد علي جار لهم بعد أن سمعت منه أه عميقة مكلومة يا أخي هم بلا أم وليس لهم سوى أب حبيس الفقر وقد طلق أمهم لشدة فقرة فتزوجت بغيرة إلى بلاد أخرى ..!! وتركتهم عبئا على أبيهم ..
قلت له أين ينامون قال في صندقة يفترشون قطع من الكراتين و يتدثرون ببقايا ملابس ممزقة كانت لأمهم ...أدركت حينها أنه لم يكن بمقدور الأم أن تبقى لتدفئهم بحضنها الحنون فأبقت لهم ما كانت تملك من ملابس ممزقة علها تقيهم شيء من سياط الشتاء ..!! بكت عيني ولم يسعفني حينها إلا أن تذكرت قول الشاعر :
هـذا الصغير بغير أم بغـيـر دار *** فهل يرضيك أن يزعجه الشتاء
يجوب الأرض من حي لحي *** ولا أرض تـقيـه ولا سمـاء
معاذ الله أن ترضـى بهـذا *** وطفـل الجيـل يصرعه الشتاء
أتلقاني وبي عـوز وضـيق *** ولا تحـنو؟ فمـا هذا الجفـاء
أخي بالله لا تجـرح شعوري *** ألا يكفيـك مـا جـرح الشـتاء
إخواني هذا العام شديد برده, قاسية تضاريسه , نحُسُّ بنفثات برْدِه ، نستنشق نسمات هواءه اللاذع حولنا أسرة تحتضر على حافة الفقر تحلم بالحفة تدثر أجساد صغارها المرتعدة ..حولنا أرملة وشيخ ينتظران شروق شمس كل صباح علها تدفئ مفاصلهم الموجوعة جراء الكبر والأمراض لسان حالهما :أيا ولدي أتـدري كيـف قابلنـي الشتاء وكيف تكون فيه القرفصاء
وكيـف البـرد يفعل بالثنايـا إذا اصطكت وجاوبها الفضـاء
وكيف نبيت فيـه على فـراش يجور عليه في الليل الغطــاء
فـإن حل الشـتاء فأدفئونـي فـإن الشـيخ آفتـه الشـتـاء
أيها الدافئون بين أحضان أسركم ..زادكم الله دفء وسعادة وصحة وعافية ولكن .!؟ هل لكم أن تتلمسون معاناة من حولكم ؟ألا يشدكم حال صغار لا يجدون ملابس تستر عوراتهم ناهيك عن ملابس تدفع عنهم شدة البرد ..
ألا يشدكم حال أم تئن طوال الليل من شدة ألام المفاصل بسبب البرد..
هنا في مديرتنا شرعب الرونة الكثير من الأسر التي تئن تحت وطأة الفقر وسياط البرد القارس تنتظر لمسة حانية من عطائكم .. هنا صغير أشبه بصغيرك ينتظر من يحن عليه بملابس تقيه البرد .. فشارك معنا على توفير وسائل دفء لهؤلاء قدر المستطاع..
للمشاركة في حملة "ادفئني" ..الاتصال على الأرقام التالية (714280080) (713517710) (714278846)
محمد المياحي
حملة ادفئني..يكاد البرد يقتلني 1733